اتفق المشاركون في مؤتمر دولي بعنوان: "16 عاما على حصار غزة.. التداعيات والآفاق"، بتنظيم مجلس العلاقات الدولية- فلسطين، على أن الحصار خلّف آثارا كارثية.
وأجمع المشاركون على أن الحصار الذي تفرضه (إسرائيل) مزّق البيئة التنموية ومنع أي فرص للنهوض بالمجتمع.
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي جاءت تحت عنوان: تداعيات الحصار على قطاع غزة، قال الدكتور باسم نعيم رئيس مجلس العلاقات الدولية في فلسطين، في كلمته عن تداعيات الحصار السياسية والأمنية، إن الاحتلال يعمل ضمن هدفين أساسيين في حصاره على قطاع غزة.
وأوضح نعيم أن الهدفين هما تفكيك وتمزيق الهوية الفلسطينية وكسر إرادة الشعب الفلسطيني ورغبته في المقاومة والصمود في وجه الاحتلال.
وأكد أن الحصار هو استمرار للحرب (الإسرائيلية) ضد الفلسطينيين ولكن بطريقة أكثر بشاعة ضمن سياسة العقاب الجماعي.
وأشار إلى أن الاحتلال يحرم الفلسطينيين في تقرير مصيره وعمل على تحويل القطاع إلى أكبر سجن في العالم، وكذلك حرمان شعبنا من المشاركة السياسية وإجراء الانتخابات.
ولفت نعيم إلى أن (إسرائيل) حرمت جيلا كاملا من التمتع بحق المشاركة السياسية، "وحرمان شعبنا من التمتع بمقدراته عبر السيطرة على المناطق الحدودية وإغلاق مناطق الصيد بشكل مستمر وتعريض حياة الصيادين للخطر وسرقة المياه بشكل مستمر والتحكم الكامل بالمعابر".
وأضاف: "قوّض الحصار جميع أشكال الأمن الشخصي ليعيش الفلسطينيون في غزة على مدار الساعة وهم يشعرون بحالة من الخوف ولم يعد في قطاع غزة مكان واحد آمنا".
وذكر رئيس مجلس العلاقات الدولية أن الاحتلال عمل على ابتزاز المواطنين في حاجاتهم الإنسانية والحقوقية، "حيث تطلب قوات الاحتلال من المواطنين العمل معهم كمخبرين حتى يسمحوا لهم بتلقي العلاج أو السفر".
وفي الكلمة الثانية والتي جاءت تحت عنوان، تداعيات الحصار الاجتماعية والاقتصادية، أكد الدكتور غازي حمد وكيل وزارة التنمية الاجتماعية في غزة أن (إسرائيل) تمارس الحصار منذ احتلال فلسطين عام 1948.
وقال حمد إن الاحتلال يبدع في إخراج طرق جديدة للحصار وبآليات مختلفة، "فالحصار خلق حياة مليئة بالضغط والتوتر والتخوف من أي إجراءات أخرى".
وأضاف: "حتى المستثمرين في تخوف مستمر من خسائر بسبب عدم الاستقرار والحصار المستمر، فعلى الجانب الاقتصادي لدينا الكثير من المظاهر التي برزت بسبب الحصار من مؤشرات اقتصادية سيئة غير مسبوقة".
وأشار حمد إلى أن الاحتلال يمنع تأسيس أي بنية تحتية قادرة على الارتقاء بالاقتصاد الفلسطيني، "فهناك العديد من المشاكل الاقتصادية التي ظهرت بسبب الحصار وتعمقت في المجتمع الفلسطيني".
وتطرق محسن أبو رمضان مدير مركز حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية، في الكلمة الثالثة للجلسة الأولى، للحديث عن أثر الحصار على عملية التنمية في قطاع غزة.
وذكر أبو رمضان أن من 9 آلاف سلعة، يسمح الاحتلال بدخول 3 آلاف فقط، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا وعقابا جماعيا لسكان القطاع.
وقال: "خلال سنوات الحصار، عمل الاحتلال على تدمير البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية والزراعية وغيرها، ويحرم المزارعين والصيادين من الوصول لعملهم، وكذلك يمنع أي استغلال للموارد الفلسطينية".
ووفق أبو رمضان، أدى الحصار إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات الفقر والبطالة، حيث أن الفقر فاق 60% والبطالة تعدت الـ 40% ولا توجد فرص عمل للخريجين في ظل انعدام الأمن الغذائي.
وأوضح أن 80% من سكان قطاع غزة أصبحوا يعيشون على المساعدات الغذائية، وهو ما يؤكد تردي الوضع الاقتصادي بصورة غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الاحتلال منع أي فرص للتنمية في قطاع غزة لتصل معدلات النمو السالبة لأكثر من 7% في بعض سنوات الحصار.
وفي الكلمة الأخيرة للجلسة الأولى تحدثت الإعلامية ربا العجرمي، عن أثر الحصار على مستقبل الشباب في قطاع غزة، أكدت أن فئة الشباب من بين الأكثر تضررا جراء الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات طويلة.
وقالت العجرمي إن شريحة الشباب تتعرض لانتهاكات في جميع حقوقها من السكن والتنقل والحرية الشخصية والتعليم والرعاية وجميع ما سبق هو بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة.
وأوضحت أن هناك تحديات كبيرة تواجه فئة الشباب بسبب الحصار من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.
وبيّنت أن الاحتلال يستهدف فئة الشباب بشكل ملحوظ ويعمل على قتل أي خطوات تهدف لتلبية احتياجات الشباب.