لا خلاف أن معركة "سيف القدس" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في شهر مايو من العام الماضي 2021، شكّلت علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال (الإسرائيلي).
واستطاعت المقاومة في قطاع غزة تحقيق عدة مكاسب من المعركة، وهو ما جعل قيادة الاحتلال تتحدث عنها باستمرار.
وأوصلت كتائب القسام خلال المعركة رسالة واضحة، بأن جميع محاولات الاحتلال ولسنوات طويلة لتفكيك الساحات والتعامل مع كل جبهة على حدة باءت بالفشل.
معركة مفصلية
وأقر وزير الحرب (الإسرائيلي) بيني غانتس بتحقيق حركة حماس إنجازات خلال معركة سيف القدس، قائلا في تصريحات للقناة 13 العبرية: "حماس سجّلت بالفعل إنجازا تاريخيا قبل عام ونصف العام، عندما جرّت (إسرائيل) برشقة صواريخ واحدة باتجاه القدس، إلى عملية حارس الأسوار".
وأضاف غانتس: "حماس" نجحت في ربط الساحات الفلسطينية، "بل والأسوأ من ذلك أنها نجحت في اختراق مدن الداخل ونقل التوتر إليها".
واعترف بأن معركة "سيف القدس" خلّفت جرحًا مفتوحًا في الوعي (الإسرائيلي).
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي سليمان أبو ستة إن معركة سيف القدس ركزت على نقاط مهمة غيّرت مسار الصراع مع الاحتلال وجهّزت لمعارك مفصلية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
وأوضح أبو ستة في حديث لـ "الرسالة نت" أن الكلمة الأولى كانت للمقاومة بقيادة كتائب القسام، "وهي من بدأت المعركة وأكدت على وحدة ساحاتها".
وأشار إلى أن "سيف القدس" أفشلت مخططات الاحتلال المتكررة لدمج فلسطينيي الداخل في المجتمع (الإسرائيلي)، وأكدت على أصالتهم وارتباطهم بقضيتهم.
وشدد على أن حديث وزير الحرب (الإسرائيلي) بيني غانتس، أن حماس حققت إنجازات خلال معركة "سيف القدس"، دليل على ثِقل المعركة وأهميتها في تاريخ الصراع مع العدو.
ويتفق المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، مع سابقه في أن معركة "سيف القدس" تعتبر من المعارك التاريخية مع الاحتلال (الإسرائيلي).
ولفت إلى أن إطلاق الصواريخ على مدينة القدس المحتلة كان مفاجأة كبيرة، وشكّلت صدمة كبيرة في الأوساط (الإسرائيلية).
وأوضح أن المعركة نسفت جميع الخطط (الإسرائيلية) منذ احتلال فلسطين والتي عملت على سياسة الإلهاء وتفكيك المجتمع.
وبيّن أن الثقل الذي حازته القدس المحتلة والمسجد الأقصى بعد المعركة العام الماضي، أكثر بكثير مما قبلها، "ولذلك أعادت المقاومة بقيادة كتائب القسام للقدس مكانتها في ظل انشغال العالم العربي والإسلامي".
وختم سعد حديثه قائلا: "انتصار غزة المحاصرة لمدينة القدس سيسجّل في التاريخ، "لا يمكن أن تكون معركة سيف القدس كما غيرها من المعارك".
في حين عقّب المتحدث باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، على تصريحات غانتس بشأن ما أنجزته معركة "سيف القدس" في تحقيق وحدة الساحات.
وقال القانوع في تغريدة على "تويتر" إن انخراط كل الجغرافيا الفلسطينية فيها يدلل على قوة المعادلة التي فرضتها المعركة وحجم ما أحدثته من انكسار داخلي في عمق الكيان (الإسرائيلي).
وأكد أن الاحتلال لا يزال يعاني من ارتدادات المعركة، "وسيظل سيف القدس مشرعاً لحماية الأقصى وكنس الاحتلال".