قائد الطوفان قائد الطوفان

(فرحة) فيلم يفضح جرائم الاحتلال ويثير استفزازه

فيلم فرحة
فيلم فرحة

الرسالة نت– مها شهوان

عادة تروج منصة "نتفلكس" الخاصة بعرض الأفلام، للرواية (الإسرائيلية) وإن كان بطريقة غير مباشرة عبر مسلسلات وأفلام درامية أو وثائقية، لكن هذه المرة أصيبت حكومة الاحتلال بالسخط من فيلم "فرحة" الذي يتناول قصة واقعية لفتاة تعيش أحداث النكبة التي شرد الاحتلال فيها أكثر من 700 ألف فلسطيني.
تدور أحداث الفيلم المصور في مساحة صغيرة حول جرائم الاحتلال التي مورست بحق القرى الفلسطينية.
مشهد مدته 15 دقيقة أثار الغضب (الإسرائيلي) تضمن عملية قتل الجيش لعائلة فلسطينية مع طفلها الرضيع إبان نكبة عام 1948.
يروي الفيلم المبني على أحداث حقيقة، حكاية فتاة فلسطينية وهي (فرحة) ابنة مختار القرية (كامل فوزي الجلمود) التي ترغب في إكمال تعليمها في المدينة، وفي اليوم الذي يوافق والدها على طلبها تجتاح عصابات الهاجاناه القرية لتبيدها عن بكرة أبيها.
يضطر والدها لإخفائها في (بيت المونة) على وعد منه بالعودة وتحريرها بعد زوال الغمة، وفي المشهد تجسيد لفلسطين الحبيسة التي تحاول التأقلم مع واقعها المؤلم ومازالت تنتظر في سجنها المظلم.
فرحة أصبحت شاهدة على جرائم ضد الإنسانية من ثقب صغير في جدار بيت المونة، وتصحب المتابع ليشهد جريمة بشعة بحق عائلة ريفية بسيطة ذنبها أنها مرت من القرية.
يذكر أن (فرحة) اسم المستعار لشخصية حقيقية اسمها (رضية) هي من حكت تفاصيل ما حدث معها لوالدة (دارين سلاّم) كاتبة ومخرجة الفيلم الذي عرض بداية شهر ديسمبر الجاري.


تحريض وحملة كراهية

الفيلم أثار غضب وجنون الاحتلال، فرد بإلغاء اشتراكهم من نتفلكس اعتراضا على بث المنصة للفيلم.
وندد أفيغدور ليبرمان، اليميني المتشدد الذي يشغل منصب وزير المالية في الحكومة (الإسرائيلية) المنتهية صلاحيتها بالفيلم، قائلا: من الجنون أن تقرر شبكة "نتفليكس" بث فيلم كل غايته تقديم ادعاء باطل والتحريض ضد الجنود (الإسرائيليين)".
وعبر عن هذا الشعور كذلك وزير الثقافة (الإسرائيلي) هيلي تروبر، الذي قال إن عرض الفيلم في دور السينما (الإسرائيلية) يبعث على العار، مضيفاً: الفيلم يعرض الأكاذيب والافتراءات.
وهدد ليبرمان بالنظر في سحب دعم الدولة للمسرح العربي العبري في يافا، الذي عرض الفيلم، إلا أن الفلسطينيين وأنصارهم، ضاعفوا من دعمهم للفيلم، مؤكدين أنه يعبر عن واقع ومعاناة الشعب الفلسطيني.
ويخشى الفلسطينيون ومن يناصر قضيتهم من حذف منصة نتفلكس لفيلم فرحة بفعل الضغوط (الإسرائيلية) لذا بدأوا يدفعون بعضهم لمشاهدته قبل حذفه، خاصة وأنه يوثق حقائق وحالة عاشتها فتاة فلسطينية على أرض الواقع.
وفي وقت سابق قالت كاتبة ومخرجة الفيلم "دارين سلام" أن الحكاية التي سمعتها من والدتها بقيت عالقة في ذاكرتها وأرادت تجسيدها في فيلم يعيش الجمهور من خلاله ما عانته "فرحة"، وأن يروا كيف كانت فلسطين مأهولة بالسكان، ويعيش أبناؤها حياة طبيعية فيها الحلو والمر من اللحظات إلى أن جاء الاحتلال وعطل كل ذلك.
ورغم أن سلام تحظى بدعم عشرات الأنصار الذين أشادوا بفيلمها لما يقدمه من صورة عما مر به الفلسطينيون من أحداث في عام 1948، إلا أن هناك حملة تشويه تعرض لها الفيلم بسبب هجوم عنيف من حكومة الاحتلال ووسائل إعلامها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأدان فريق الفيلم كل الاتهامات الهادفة لتشوية سمعة "فرحة" والحملة المنظمة على موقع IMDb.com لخفض تقييمه، بالإضافة إلى محاولات وقف عرض الفيلم في مسرح سرايا يافا والتهديد بإلغاء اشتراكات منصة نتفلكس في حالة بدء عرض الفيلم على المنصة.
ونددوا بالهجوم ورسائل الكراهية والمضايقات والاتهامات والتنمر من (إسرائيليين) استهدفت مخرجة الفيلم على منصات التواصل الاجتماعي وعلى وسائل التواصل الأخرى، مؤكدين على حزمهم في التعامل مع أي تهديدات مؤذية ضد أي عضو في فريق فرحة.
وعبر تويتر غرد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة بالقول: "في كل حدث يمسّ كيانهم؛ يثبت الصهاينة أنهم "أكثر نفيرا"، "نتفليكس" منصّة تنحاز لهم غالبا، ولكن عندما بثّت الفيلم الأردني "فرحة" أقاموا الدنيا عليها.
ويتابع: "فيلم يكشف بعض إجرامهم في احتلال عام 48، إجرام كشف مؤرّخون كثيرا من فصوله، لكن تحويله إلى فيلم أثار جنونهم".
في حين كتب الكاتب عبد البارئ عطوان في مقال نشر على موقع "رأي اليوم" بأن فيلم "فرحة" سيصل إلى كُلّ الشّرفاء في العالم، ولن تنجح أُكذوبَة مُعاداة الساميّة الابتزازيّة في منعه، وإذا لم يفز بالجوائز العالميّة، فإنّه سيفوز بقُلوب الشّرفاء في مُختلف أنحاء العالم.
وذكر أنه في حال خضعت المنصة للضّغوط الصهيونيّة وأوقفت عرضه مثلما فعلت نظيراتها على "الفيسبوك"، وانستغرام، والتويتر مع المُحتوى الفِلسطيني ومنعه فإنّ هُناك وسائل كثيرة مُتاحة لتجاوز هذا الحظر، وعلى جميع الأشقّاء الوقوف خلف مُخرجته وفريق إنتاجه، وتقديم كُلّ التّضامن والدّعم لهُم في مُواجهة هذه الحمَلات الإجراميّة.

ولفت إلى أنه بعد هذا التّضامن، والدّعم العربيّ والإسلاميّ غير المسبوق للقضيّة الفِلسطينيّة الذي تجلّى في مُباريات مونديال الدوحة، ورفْع المُشجّعين للعلم الفِلسطينيّ، ورفضهم مُجرّد الحديث مع الإعلام الصّهيوني، نقول بكُل ثقة، إن القضيّة الفِلسطينيّة عائدةٌ إلى زمنها الجميل، مدعومةً بمُقاومةٍ نوعيّةٍ إبداعيّةٍ في الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة، وإن زوال الاحتِلال باتَ وشيكًا جدًّا.

البث المباشر