قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة: إعمار تحت التصعيد والحصار

غزة-فادي الحسني- الرسالة نت 

أنعشت خطوة الحكومة الفلسطينية بالإعلان عن المرحلة الأولى من مشروع إعمار المنازل المدمرة، آمال المشردين والمتضررين من الحرب الماضية على غزة خريف 2008، فضلا عن حملها رسائل سياسية مختلفة.

وجاء وضع رئيس الوزراء إسماعيل هنية حجر الأساسي لمشروع إعادة الإعمار-في الذكرى الثانية للحرب- مفاجئا للأطراف الإقليمية والدولية، التي تمتنع عن إعادة اعمار غزة بذريعة الحصار الذي تفرضه "إسرائيل" منذ ما يزيد عن اربعة أعوام.

ويتزامن الإعلان عن المشروع الإيوائي، مع التصعيد "الإسرائيلي" المتواصل على قطاع غزة والتهديد بشن عدوان جديد يضاهي في حجمه الحرب الماضية، بزعم وضع حد لصواريخ المقاومة.

رسالة للاحتلال

ويكشف وزير الأشغال العامة والإسكان د. يوسف المنسي، النقاب عن أن "مشروع إعادة الإعمار جاء في هذا التوقيت، ليحمل رسالة للاحتلال "الإسرائيلي" مفادها أن تهديداته لن تخيفنا ولن تثنينا عن إعادة إعمار غزة" كما قال.

وأضاف المنسي لـ"الرسالة نت": "هم دعاة خراب (أي إسرائيل) ونحن دعاة إعمار وسلام"، مؤكدا أن الإعلان عن مشروع إعادة الإعمار يحمل رسالة اخرى للمتضررين، تؤكد على وقوف الحكومة بجانبهم وعدم تخليها عنهم.

ودمرت الحرب على غزة نحو  خمسة آلاف منزل بشكل كامل، وعشرات الآلاف بشكل جزئي، تعذر إعادة اعمارها لرفض الاحتلال إدخال مواد البناء لغير المشاريع الدولية، فضلا عن تسييس عملية الإعمار.

وعقدت ثلاثة مؤتمرات دولية، رصد خلالها عشرات المليارات من أجل ترميم ما دمره الاحتلال، إلا أنها لم تصل غزة، حيث شددت جميع الأطراف الدولية على ضرورة أن تمر المعونات المطلوبة لإعادة الإعمار عبر رام الله.

لكن الحكومة الفلسطينية في غزة تجاوزت كل المؤتمرات في تبنيها لمشروع إعادة الإعمار. وقال رئيس الوزراء إسماعيل هنية خلال وضعه لحجر الأساس "هذه هي رسالة ومحاولة نريد فيها القفز على كافة المعوقات السياسية والغير سياسية وخاصة كافة الأموال التي رصدت للإعمار ولم تصل غزة".

وأضاف هنية "سمعنا أن هناك أموال طائلة رصدت في مؤتمرات لكننا نقول اليوم، لم يصل دولار واحد من هذه الأموال التي رصدت لقطاع غزة لا من مؤتمر شرم الشيخ ولا من مؤتمر القمة العربية الاقتصادي ولا غيره".

فيما قال الوزير المنسي :" الإعلان عن مشروع إعادة الإعمار يحمل رسالة ثالثة إلى العالم العربي والإسلامي، تفيد أن عجلة الاعمار انطلقت ولا مبرر للاتكاء على الظروف، والتعليق على شماعة الحصار"، مشددا على ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني.

وأضاف مخاطبا احرار العالم "بإمكانكم كسر الحصار المفروض على غزة، والباب مشرعا لدعم الشعب الفلسطيني والوقوف بجانبه".

تحدي

ويحمل هذا المشروع دلالات مختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فهو من حيث المبدأ فيه تحدي واضح للحصار المفروض على القطاع، والذي يحول دون إدخال المواد اللازمة لإعادة الإعمار، فضلا عن أنه يثير التساؤل عن كيفية جمع الحكومة للأموال اللازمة للإعمار، والتي قال هنية إنهم "تمكنوا من الحصول عليها".

لكن وزير الأشغال العامة والإسكان رفض الكشف عن الطرق التي سلكتها الحكومة في توفير تلك الأموال، واكتفى بالقول "عشرات الملايين من الدولارات متوفرة في غزة، وجرى الإعلان عنها بعد ان توفرت".

فيما أعطى المنسي إجابة هلامية لدى سؤاله :كيف ستتمكن الحكومة من تنفيذ مشروع الإعمار في ظل الحصار ومشارفة الركام المكرر المستخدم في البناء على النفاذ؟، حيث قال "لن نتوانى عن مساعدة أبنائنا وكلما اغلقوا بابا يفتح الله أبوابا اخرى (..) نعلم أن هناك مفسدين سيضيقون علينا ولكننا لن نخشى وسنواصل العمل".

وسبق أن ذهبت وعود تمويل مشاريع إعادة الإعمار ادراج الرياح، رغم تعهّد أطرافا عربية وأوروبية، بتقديم الدعم اللازم للإعمار.

وأكد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي "خافيير سولانا" في أعقاب زيارته لقطاع غزة في الأول من مارس 2009، أن الأموال التي سيساهم بها الاتحاد في إعادة إعمار قطاع غزة ستسلم لسلطة فتح في الضفة.

في حين وعد المشاركون في مؤتمر شرم الشيخ الذي نظمته مصر والنرويج بمشاركة نحو 70 دولة، في الثالث من مارس بتقديم نحو خمسة مليارات و481 مليون دولار للفلسطينيين, وطالبوا بفتح المعابر "الاسرائيلية" مع قطاع غزة فوراً.

من ناحيته، قال النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر "بعد مرور عامين على الحرب نقول للذين يساومون على الاعمار، إننا سنبدأ بالإعمار وبإمكاناتنا وان كانت قليلة".

وأضاف بحر خلال وضع حجر الأساس "إلى الذين يريدون أن يبتزونا ويكسروا إرادتنا، نقول لهم إن الاعمار سيتم بإرادة قوية وعزيمة فولاذية، وهذا يوم مشهود ويوم انتصار لشعبنا ومقاومتنا وثوابتنا الفلسطينية".

امكانات محدودة

وسبق وأن باشرت الحكومة الفلسطينية ممثلة بوزارة الأشغال العامة والإسكان، بإمكاناتها المحدودة، بإعادة إعمار بعض المنازل التي دمرها الاحتلال.

وأعلنت الحكومة قبل عدة أشهر، على لسان نائب رئيس الوزراء م. زياد الظاظا، خلال افتتاح أول وحدة سكنية بجباليا من الخرسان المسلح، ضمن انطلاق مشروع بناء 1000 وحدة سكنية بنظام الوحدة النواة- تنفيذ عدد كبير من المشاريع التطويرية والتنموية في إطار كسر الحصار والتغلب عليه.

وشاركت بعض الأطراف الدولية كجمعية الرحمة للإغاثة والتنمية، وهيئة الإغاثة الإسلامية التركية، في مشاريع إعمار من شأنها إيواء المتضررين من الحرب الأخيرة على غزة.

وأكد المهندس كمال مصلح  مدير جمعية الرحمة للإغاثة والتنمية، أنهم تمكنوا خلال عام 2009 من إعادة ترميم أكثر 1000 وحدة سكنية، فيما بدأت جمعية الرحمة خلال العام 2010 بإعادة اعمار المنازل المدمرة كليا بواقع 100 وحدة سكنية ضمن خطة لإعادة  اعمار 1000 وحدة سكنية على مدار ثلاثة سنوات.

وقال مصلح: "خلال العام 2011 سيتم إعادة بناء 350 وحدة سكنية مدمرة كليا، بالإضافة الى خمس مساجد مدمرة كليا ومدرسة حكومية ومستشفى و600 وحدة سكنية مدمرة جزئيا.

 

البث المباشر