الرسالة نت – محمد ابو قمر لمن لا يذكر معاناة أبو أحمد فهو ذلك الرجل الذي فقد طفلته بعدما اكتشف الاطباء تلوثا بدمها نتيجة سوء الظروف المعيشية التي يحياها في غرفة وجدها على شاطئ البحر. لم يمض شهران على فقدان أبو أحمد لطفلته ذات الخمس سنوات، حتى فقد شقيقتها الاصغر.ورغم أن والدها كان يخشى أن يفقدها نتيجة معاناتها من ذات الاعراض التي سيطرت على شقيقتها المتوفاة، الا أنها ماتت "تحت عجلات شاحنة" وضعت حدا لحياتها. "رنين" ابنة الثلاثة أعوام كانت تلهو بجانب غرفتهم بينما كانت شاحنة تحاول الرجوع للخلف لنقل رمال من الارض الحكومية التي يقطنون بها. من بعيد التفت والدها للمشهد وهو يرى الموت يدنو من طفلته .... وأخذ برفع صوته الخافت أمام هدير الشاحنات "وقف وقف وقف" لكن كلماته المصحوبة برعشة لم تستطع أن توقف العجلات التي داست على جسدها الصغير وسوته بالأرض. يا الله ... ماتت رنين وقبلها شقيقتها، ولم يبق سوى طفلة واحدة من بين ثلاث بنات، يقول أبو أحمد. لم ينته المشهد هنا بعد وانما لن تتمكن "أم أحمد" من الحمل مرة ثانية بعد خضوعها لعملية جراحية في وقت سابق، وسيعيش الاب والبنت وزوجته وحدهم، في حال لم يخطف الفقر أحد منهم. يقول أبو أحمد الذي يسترجع لحظات موت طفلته الثانية، والرجفة لم تفارق جسده نتيجة مرض الاعصاب، " رأيت ابنتي تموت، ورغم ذلك سامحت السائق وأخرجته من السجن في ذات اليوم، لأن ما يجري قضاء وقدر". لم يفتح أبو أحمد بيت عزاء لطفلته الثانية كما الاولى بسبب الفقر وقلة الحيلة، واكتفى بترديد "لا حول ولا قوة الا بالله". وكما يشير فان طفلته رنين الذي فقدها قبل أسبوع، كانت تلهو وحدها قبل وفاتها وتردد اسم شقيقتها "رشا" التي ماتت قبل شهرين. وتوفيت كلتا الشقيقتين في يوم خميس ووريتا الثرى يوم الجمعة، مع فارق شهرين بين موعد وفاتهما. يطوي أبو أحمد صفحات قاتمة في حياته، لم تدع أمامه مجالا للفرح، فبعدما فقد ابنتيه لا زالت حياته شديدة الحلكة. ورغم ما جرى يبقى الفقر في قفص الاتهام، حيث أحط بهم في غرفة معزولة وغير آمنة تسبب في تلوث دم طفلة، ودهس أخرى, فمن ينتشل تلك الاسرة؟
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
للاطلاع على القصة السابقة عن العائلة اضغط هنا