قائد الطوفان قائد الطوفان

من ملفات القضاء .. قتل طفلته ليشفي غليله من زوجته

الرسالة نت– مها شهوان

قتل أب طفلته الأولى ابنة السنتين، لعدم تجاوبها معه حينما تودد اليها غداة رجوعها مع والدتها المطلقة إلى بيته بعدما مكثتا عاما ونصف في بيت جدها.

وفي ظهيرة يوم مشمس من أيام الصيف صعدت الأم لتنشر الغسيل وتركت ابنتها الوحيدة تلعب في باحة المنزل وما أن عاد زوجها ، اقبل نحو طفلته لتقبيلها ، إلا أنها لم تستجب له مما دفعه لضربها على رأسها وصدرها حتى أغمى عليها وبدأت تتنفس بسرعة، عندها سارع لغسل وجهها دون استجابة.

 نقلت الطفلة للمستشفى ولم تمض لحظات حتى صعدت روحها البريئة للسماء، انهار الاب عند تلقيه نبأ وفاة طفلته، و حال زوجته لم يكن افضل منه فدخلت هي الاخرى في صدمة لم تفق منها الا بعد شهر.

ساعة الصفر

الطب الشرعي أثبت تعرض الطفلة لكسر في جمجمتها، فالكدمات الزرقاء كانت واضحة على محياها الامر، الذي استدعى حضور الشرطة  لفتح التحقيق في ملابسات الجريمة .

أثناء التحقيقات اعترف الأب بجريمته، وقال انها ليست المرة الاولى التي يضرب فيها ابنته لتقبل عليه، لافتاً إلى انه يضربها مرتين اسبوعيا لاستفزاز زوجته .

"الرسالة نت" تواجدت في المحكمة، حينما جاء اليوم الموعود ليحكم على الاب القاتل، فقبل صعوده لقفص الاتهام، كان يجلس في النظارة ينتظر دوره وهو منهار، وحينما دقت ساعة الصفر صعد الى قاعة المحكمة مكبل الايدي وبخطوات ثقيلة، ووقف وهو في حالة خزي ومن حوله ينظرون اليه كمجرم .

تليت قضيته على الحضور، وطالب  وكيل النيابة بإيقاع اقصى العقوبة على المتهم وهي الحبس المؤبد ليكون عبرة لغيره ، بيد أن وكيل المدان طالب القضاء بتخفيف العقوبة وذلك لندم الجاني على فعلته وعدم قصده قتل ابنته ، موضحا أن موكله عوقب مرتين الأولى حرمانه من طفلته والثانية الحبس مدة ثمانية شهور.

القاضي بعد التشاور مع مستشاريه، حكم عليه بالسجن لمدة عام مخصوما منها مدة توقيفه.

طبيب نفسي

رئيس محكمة بداية غزة أشرف فارس برر الحكم الصادر بحق الاب القاتل، بالقول:" المحكمة أخذت بعين الاعتبار أن الشاب في مقتبل العمر ولديه زوجة وطفل اخر صغير بحاجة له، بالإضافة إلى أنه لم يكن يقصد قتل ابنته، وابدى ندماً على فعلته، ولهذا جاء الحكم مخففاً".

وأضاف :" عقوبة تلك الجريمة هي المؤبد، لكن لو طبقت على الاب القاتل لتشتت عائلته، واضيف للمجتمع عناصر اجرامية تزعزع استقراره وأمنه وتخالف القوانين "، مشدداً على أن المحكمة لا تساهم في اتساع الشرخ بين العائلة والمجتمع، وفي الوقت ذاته توبخ الاباء بشدة على ما ارتكبوه من جرائم بحق ابنائهم".

في حين يقول، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الإسلامية د. وليد شبير، الذي يرى أن ما وقع كان سببه جهل الأب  في أساليب التربية، نتيجة زواجه المبكر وقلة ثقته بنفسه، مشيرا إلى أن بعض الآباء يضربون أبنائهم بغية تعديل سلوكهم لكن لا تصل لدرجة القتل .

وبحسب شبير فان من يرغب بتكوين عائلة عليه أن يكون ناضجا عقليا وجسميا وثقافيا ، لافتا إلى أن هناك أساليب محببة تجعل الطفل يقبل على والديه دون الضرب .

ونصح الوالدين بتعلم أساليب التنشئة الاجتماعية، واللجوء إلى مختصين في حال تعثر عليهم الأمر في تربية أبنائهم ، مطالبا إياهم بأن يكون ما حصل معهم درس للمستقبل، ليعاملوا أبنائهم معاملة حسنة.

وختم الأخصائي حديثه قائلا:" لابد أن نحسن تربية أبنائنا ونتودد إليهم بالحب والمعاملة الحسنة".

 

البث المباشر