مع استعداد حركة المقاومة الإسلامية حماس لإحياء الذكرى الـ35 لانطلاقتها خلال الأيام القريبة فإن الحديث يدور عن حزمة من الرسائل الهامة التي ستطلقها الحركة وذراعها المسلح (كتائب القسام) في كافة الاتجاهات والتي تبدأ بالساحة الوطنية بكل مكوناتها، ثم تتخطى رسائل أخرى هذه الجغرافية لتصل إلى: العدو الإسرائيلي، دول الإقليم، والجهات الدولية، وهذا ما سيجعل حفل الانطلاقة ليس مجرد حدث عابر أو مناسبة بروتوكولية اعتيادية بل عرسا وطنيا وفرصة سياسية تستثمرها الحركة بكل حكمة واقتدار ومسؤولية وطنية، وذلك لتحقيق أكبر قدر من المكاسب لصالح القضية الوطنية.
لكن الحركة لا تكتفي بالرسائل فقط وإنما تكون جاهزة لإطلاق "مبادرات جديدة" وفي مقدمتها ما يتعلق بترميم (البيت الداخلي) وانهاء الانقسام وتعزيز شرعية المؤسسات الوطنية، وهذا ما يثبت أنها حركة واعية، ومسؤولة، وجاهزة للعمل، وحاضرة في الميدان بقوة، حتى وان كان الوضع السياسي والوطني صعب ومعقد، إلا أنها تبني هذه الجسور حتى يمر شعبنا بسلام في طريقه نحو التحرير، على الرغم من "المحاولات المؤسفة" التي يعلمها شعبنا الفلسطيني والتي تأتي عكس التيار أو في الاتجاه المغاير لإرادة شعبنا وقواه الوطنية الحية، والتي أدت وتؤدي لتمكين الاحتلال، وتعزيز سلطته، وشيطنة مقاومته، وتحطيم صموده في مواجهة الاحتلال، وتبهيت أي جهد وطني يأتي في سياق إنهاء الأزمات الفلسطينية، وذلك من فريق التسوية الذي يلاحق اليوم بأجهزته الأمنية كل من ينخرط في العمل الفدائي أو يمارس نشاطا سياسيا أو إعلاميا مناهض للاحتلال.
ويمكن استشراف أبرز الرسائل المحتملة التي يمكن أن تطلقها الحركة خلال مهرجان الانطلاقة وفق السياق التالي:
أولا: رسالة للأسرى الأبطال بأن المقاومة الفلسطينية تسابق الزمن لعقد صفقة مشرفة للإفراج عنكم بشروط المقاومة رغم أنف العدو الصهيوني وهي تسخر كل طاقاتها في هذا السياق وتتحرك بجهد سياسي مكثف وبالتوازي مع ذلك تبذل جهود عسكرية كبيرة بما فيها إمكانية المبادرة لتنفيذ عملية كبرى لاختطاف جنود إسرائيليين لزيادة غلة المقاومة وإجبار العدو على الخضوع لشروط المقاومة.
ثانيا: لجماهير شعبنا في كل مكان وفي المقدمة أهلنا في القدس والاقصى أن حركة حماس وذراعها المسلح كتائب القسام ستبقى الأمينة والوفية لكم وستكون على عهدها معكم الدرع الحامي والسند القوي في مواجهة العدو الإسرائيلي وأنها لن تسمح لهذا العدو بالاستفراد بشعبنا وأن الدماء التي تنزف بفعل جرائم الاحتلال ستكون وبالا عليه ونارا حامية ستحرقه وجنوده ومستوطنيه والعدو سيدفع ثمن عدوانه ولن يفلت من الحساب القادم والذي سيصعقه بصورة غير مسبوقة.
ثالثا: للعدو أن جنوده الاسرى لن يروا النور إلا عبر صفقة يتم خلالها الإفراج عن الأسرى الأبطال وأن محاولاتك اليائسة لن تقود لمعرفة مكان الجنود أو حتى الافراج عنهم إلا بعد الرضوخ التام لشروط المقاومة وأن عدوانك اليوم ونيرانك الفتاكة التي تنال من شعبنا ستكون حافزا ودافعا لعشرات بل مئات الفدائيين لتوجيه ضربات نوعية تهز أركانك وأن جرائمك لن تجلب لك الهدوء إنما ستكون إشعالا للانفجار القادم الذي تستعد له المقاومة وتراكم القوة له لحظة بلحظة وأن ما ستشهده في أي جولة مرتقبة سيجعلك تجثوا على ركبتيك وتصرخ لاستجداء الهدوء ووقف عمليات المقاومة.
رابعا: للإقليم بأن حركة حماس ترى في الدول العربية والإسلامية امتداد طبيعي وحاضنة لشعبنا ومقاومته ونضاله ضد الاحتلال وأنها معنية بإقامة علاقات قوية ومتوازنة مع الجميع في سياق دعم صمود شعبنا وتعزيز مقاومته في مواجهة الاحتلال وأنها ترى في شعوب الامة الامل القادم الذي ينير لنا الطريق نحو التحرير، فقد أثبتوا في كل المحطات أنهم عمق استراتيجي وخير سند للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
خامسا: للعالم أن حماس اليوم تحيى الذكرى الـ 35 وسط احتضان والتفاف وتأييد شعبي ضخم من جماهير شعبنا وهذا أكبر استفتاء على أن الشعب الفلسطيني يؤمن فقط بمشروع المقاومة، ويرى في حماس العنوان الوطني الأبرز لاسترداد الحقوق ودحر الاحتلال، وأن محاولات حصارها والتضييق عليها باءت بالفشل، وأن العالم اليوم ينكشف على حقيقته وهو يمارس (ازدواجية مقيتة) في تجريم مقاومة الشعب الفلسطيني المشروعة بينما يدعم أوكرانيا بالمال والسلاح والقرار السياسي، وأن عليه اليوم تبني سياسات مختلفة تجاه الحركة ومقاومة شعبنا على أن يكون عادلا وجادا في إدانة جرائم الاحتلال والعمل على عزله والتوقف عن دعمه والتواطؤ معه.
المصدر: صحيفة فلسطين