قائمة الموقع

الظهور العسكري للعرين يعيد الزخم لمقاومة الضفة ويرفع معنوياتها

2022-12-11T17:11:00+02:00
عرين الأسود في أخر ظهور
الرسالة نت- محمد عطا الله

بعث الظهور المفاجئ لمجموعات عرين الأسود خلال العرض العسكري في حفل تأبين شهداء البلدة القديمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، الروح المعنوية لأهالي المدينة المتعطشة لتصاعد المقاومة والمتمسكة ببقاء العرين من جديد في ظل اشتداد الهجمة الصهيونية عليهم.
وشكّل هذا الظهور الأول للمجموعات -بحضورها القوي وتزايد الأعداد والعتاد- حالة من الاحتضان الشعبي والحفاوة الكبيرة التي دفعت عشرات المواطنين إلى التقاط الصور معهم والإشادة بهم، لا سيما بعد محاولات كل من الاحتلال وأجهزة أمن السلطة اجتثاثهم ‏والقضاء عليهم.
وقالت المجموعات "إن من يظن أن العرين قد انتهى فهو واهم"، مؤكدةً على صمود مقاوميها "الذين يغيرون الاستراتيجيات ويفاجئون الاحتلال (الإسرائيلي) في ساحات المعارك".
ونظمت "عرين الأسود" حفل التأبين بعد مرور 40 يوماً على استشهاد قائدها وديع الحوح، وعدد من مقاومي "العرين"، في منطقة باب الساحة، بالبلدة القديمة، تخلله استعراض ومسير عسكري بمشاركة عدد من مقاوميها.
ولا يمكن إغفال أن ظهور العرين القوي شكل صدمة وضربة في آن واحد لجيش الاحتلال وحكومته التي اعتقدت أنها تمكنت من القضاء على هذه المجموعات بعد اغتيال قادتها، إلى جانب أنه جاء صفعة لأجهزة السلطة الأمنية التي حاولت ممارسة الملاحقة والإغراء لتفكيك هذه الحالة الثورية في الضفة والقضاء على المجموعات بدمجها ضمن صفوفها.
***رافعة المقاومة
ويرى الكاتب والمحلل السياسي نواف العامر، أن ما حصل في نابلس أمس من حفل تأبين وظهور أعداد وبهيئات غير مسبوقة لمجموعات العرين وسط تكتم أمني عال يبعث رسائل بعدة اتجاهات.
ويوضح العامر في حديثه لـ "الرسالة نت" أن العرين في نابلس كان يلتقط أنفاسه الأخيرة وفق اعتقاد الجميع، فيما ظهر من جديد وكأنه يقول إن كل المنظومة الأمنية التي استهدفتهم فشلت وتغرق في الفشل.
ويبين أن هذا الظهور الكبير رفع معنويات الحاضنة الشعبية بشكل كبير وأكد أن العرين وخلايا المقاومة عبارة عن رافعة لا يمكن التنبؤ أين يمكن أن تظهر وكيف وما شكلها، وفي ذات الوقت ترافق الظهور مع الفعل الميداني لا سيما مع الإعلان عن العديد من عمليات إطلاق النار نفذتها المجموعات على حواجز لجيش الاحتلال بالضفة.
ويؤكد العامر أنه من جانب آخر شكّل صفعة قوية لكل التصريحات (الإسرائيلية) التي روجت أن ظاهرة العرين انتهت لغير رجعة وما تبعها من حالة نشوة في الشارع (الإسرائيلي) الذي يشعر اليوم بالفشل والنكسة عندما شاهد الحشود.
ولفت إلى أن كل التحليلات لدى الاحتلال التي أعقبت اغتيال قادة العرين تبين فشلها، كما فشلت توقعات أجهزة السلطة على اعتبار أن هذا الظهور يربك ساحتها كون أن عودة العرين وبقاءه يعني فشل مشروع التنسيق الأمني وجهودها في وأد مقاومة الضفة.
بينما يعتقد الصحفي والمتابع للشأن السياسي في نابلس سامر خويرة، أن العرض العسكري لمجموعات العرين رفع الروح المعنوية لدى المواطنين من جهة وباقي المقاومين من جهة أخرى.
ويضيف خويرة في حديثه لـ "الرسالة" أن الرسالة الأبرز من هذا العرض كانت للاحتلال بأن عملية الاغتيال والملاحقة لقادة وأفراد عرين الأسود لن تنجح في القضاء عليها ولن توقف حالة المقاومة بالضفة.
ويوضح أن حالة المساومة والإغراءات التي مارستها أجهزة السلطة وإن نجح جزء منها، لن تغري باقي أفراد المقاومة ولن تدفعهم للحياد عن درب الانضمام والقتال ضمن صفوف العرين، بينما تتزايد في ظل الحاضنة الشعبية والجماهيرية لها التي تدعم مقاومة الاحتلال.

اخبار ذات صلة