توافق اليوم الذكرى السنوية الرابعة لاستشهاد القسامي المجاهد صالح عمر البرغوثي، بعد أن اغتالته قوات الاحتلال إثر تنفيذه عملية "عوفرا" التي أسفرت عن إصابة 11 مستوطناً جراح أحدهم خطرة.
سيرة الصالح
ولد الشهيد القسامي صالح عمر البرغوثي في قرية كوبر شمال غرب مدينة رام الله بتاريخ 16-8-1988م، في عائلة مجاهدة.
فعمه هو نائل البرغوثي أقدم أسير في العالم، ووالده القيادي عمر البرغوثي -رحمه- الله الذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 30 عاماً، وشقيقه عاصم الذي أمضى في سجون الاحتلال 12عاماً ومحكوم الآن بالمؤبد، بالإضافة إلى سنوات المطاردة لوالده، وما صاحبها من تنكيل ومداهمات يومية لمنازل العائلة.
كان الشهيد القسامي صالح مميزاً في طفولته، فهو الشاب الملتزم صاحب الابتسامة الدائمة، كما عرف عنه بره بوالديه وعلى علاقة مميزة بوالديه وزوجته وطفله قيس، وأرحامه، وإخوانه.
تلقّى صالح تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس قرية كوبر، وأنهى الثانوية العامة في الفرع الأدبي، وكان الجميع يشهد له من زملاء ومعلمين بحسن خلقه الذي يأسر القلوب.
بعدها قرر شهيدنا القسامي الانخراط في سوق العمل ليتعلم قيادة الشاحنات الكبيرة، وعمل لفترة في هذا المجال، وبعدها قام بشراء (مركبة) وعمل عليها حتى استشهاده.
عملية "عوفرا"
في مساء يوم الأحد الموافق 09/12/2018، تمكنت خلية عسكرية تابعة لكتائب القسام مكونة من الشهيد القسامي صالح البرغوثي وشقيقه عاصم من إطلاق النار بشكل مباشر من سيارة استقلاها صوب مجموعة من المستوطنين والجنود كانوا يحيون ذكرى قتيل بحادث سير قرب مستوطنة "عوفرا" الجاثمة على أراضي المواطنين شمال مدينة رام الله وسط الضفة المحتلة.
لم تتعدّ العملية البطولية زمن الثواني الست، حيث تمكن البطل القسامي من توجيه رصاصات سلاحه صوب المستوطنين بوجود جنود العدو، الذين فشلوا في الرد على المقاومين أو ملاحقة مركبتهم.
ووصفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية المنفذين بأنهم اتسموا بالجرأة والشجاعة "فلم يردعهم وجود الجنود في المكان عن تنفيذ عمليتهم"، مؤكدة: "من نفذ العملية يعرف هدفه جيداً".
أصيب في العملية 11 مستوطناً، فيما شرعت قوات الاحتلال بعمليات المطاردة للخلية، واستطاعت بعد أيام الوصول للشهيد القسامي صالح البرغوثي.
موعد الشهادة
ارتقى الشهيد صالح بعد أن اعترضت قوة خاصة للاحتلال مساء الأربعاء 12/12/2018 مركبته التي كان يقودها قرب قرية سردا شمال رام الله، واعتقلته بعد ذلك.
وأكدت عائلة صالح أن ابنها خرج من مركبته سليماً، ولم يكن مصاباً بأي أذى رغم إطلاق النار الكثيف تجاه مركبته وتهشم زجاجها الخلفي، وتؤكد العائلة أن الاحتلال أعدم صالح بدمٍ بارد بعد اعتقاله مباشرة.
ولا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثمانه منذ أربع سنوات، حيث تشارك والدته في الفعاليات المطالبة باسترداد جثامين الشهداء لاكرامهم بدفنهم في مقابر المسلمين.
عائلة وطنية
ويعرف عن صالح كما كل أولاد القيادي الراحل أبي عاصف البرغوثي التزامهم وصدق انتمائهم لدينهم ووطنهم، ويقال دائماً إن منزلهم وُلد من الوطنية والنضال، ولا يحتضن إلا مقاومين.
وتعود البدايات الأولى لمقاومة بيت البرغوثي إلى العام 1978، حين اعتقلت قوات الاحتلال والد الشهيد صالح والأسير عاصم وشقيقه الأسير نائل، وابن عمهما المحرر في صفقة وفاء الأحرار فخري البرغوثي بتهمة قتل مستوطن، وحكموا جميعا بالسجن المؤبد ليفرج عن أبي عاصف بصفقة تبادل 1985، لكنه دخل السجن بعد ذلك مرات عديدة جاوز مجموعها ربع قرن.
ومن يذكر عائلة البرغوثي لا ينسى أبدا والدتهم الحاجة "فرحة" التي توفيت قبل سنوات، وهي أكثر أم أسير في فلسطين قرعت أبواب السجون زحفا خلف أبنائها، وعرفت بصلابتها وقوة بأسها.