صدم العرض العسكري المفاجئ لمجموعات عرين الأسود، الأوساط (الإسرائيلية) خاصة أنه جاء بعد عمليات اغتيال لقيادة العرين خلال الشهور الأخيرة.
وكثيرا ما صرّحت قيادة جيش الاحتلال أن مجموعات عرين الأسود بدأت بالتلاشي وخصوصا بعد اغتيال قيادتها، إلا أن العرض العسكري الجمعة جاء ليفنّد أكاذيب الاحتلال.
وعلى الجانب الآخر، يأتي العرض المهيب ليؤكد فشل "كاسر الأمواج" التي استهدفت المجموعات المسلحة بالضفة منذ بداية العام الجاري.
صدمة للاحتلال
رجائي الكركي المختص في الشؤون (الإسرائيلية) أكد أن العرض العسكري شكّل صدمة في الأوساط العبرية، وخصوصا بعد تصريحات الاحتلال المزعومة بتحقيق نجاحات ضد مجموعات عرين الأسود.
وقال الكركي في حديث لـ "الرسالة نت" إن الاتهامات تصاعدت بين جيش الاحتلال وجمهوره، وكيف أنه بعد هذا الوقت من العمليات ضد "عرين الأسود" لم ينجح الجيش في إنهاء أو تقليص عمل المجموعات.
وأوضح أن الاعلام العبري شنّ حملة ضد القيادة (الإسرائيلية) متهما إياها بالكذب ومحاولة خداع الجمهور.
وأشار إلى أن المخاوف تزداد لدى الاحتلال من عمليات إطلاق النار المستمرة وهذا ما شاهدناه خلال الأيام الأخيرة.
ولفت إلى أن عرض "عرين الأسود" أفشل عملية "كاسر الأمواج" التي كان يتباهى بها الاحتلال خلال الشهور الماضية واتخذ منها دعاية انتخابية.
في حين، قالت وسائل إعلام (إسرائيلية) إن أكثر من 450 عملية فدائية نفذها فلسطينيون منذ بداية العام الجاري ضد الاحتلال.
وقال يوسي يهوشع الخبير العسكري بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن عام 2022، الذي سينتهي قريبا، سجل مقتل 31 (إسرائيليا)، واستشهاد أكثر من 200 فلسطيني.
وجاءت هذه الإحصائيات بالتزامن مع الاستعراض العسكري الذي ظهرت به مجموعة عرين الأسود، في حارة الياسمينة في البلدة القديمة وسط مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد أن روج الاحتلال بأنه تمكن من القضاء على هذه المجموعة.
ويرى المختص في الشأن (الإسرائيلي) مؤمن مقداد، أن المتتبع للإعلام العبري يجد أن الجمهور (الإسرائيلي) يُلقي باللوم على الجيش وقيادته لفشلهم في ضبط السلاح واستمرار هيمنة "عرين الأسود".
وقال مقداد في حديث لـ "الرسالة نت" إن هناك مؤشرا خطيرا لدى الاحتلال بأن العرض العسكري المنظم يحمل عدة رسائل، "وتتم عملياته تحت قيادة تستطيع إدارة الأمور بحرفية".
وأوضح أن الاحتلال يتعامل مع عرض عرين الأسود على أنه حالة فريدة تشكل خطورة كبيرة، وهو ما يمهد لعودة المقاومة بقوة كما كانت مع بداية انتفاضة الأقصى وربما أقوى.
وبيّن مقداد أن العرض يحمل رسائل كبيرة قد فهمها الاحتلال جيدا، أهمها أن العرين يتنامى في العمل العسكري وعمليات المقاومة ستستمر وأن المجموعات تحافظ على السلاح كما أوصى شهداؤها.
وفي بيان لعرين الأسود ألقاه أحد عناصرها قال فيه: "نقول لكل من يظن أن العرين قد انتهى إنكم واهمون، فالعرين لا زال صامدا رغم الجراح والخذلان، وإننا ندرس ونتعلم ونأخذ العبر ونغير الاستراتيجيات والتكتيك ونفاجئ العدو في ساحات المعارك".