صورة طافت على صفحات التواصل، للسيارات (الإسرائيلية) وهي تقتحم مدينة جنين، وجدت في هاتف جنى، التقطتها قبل أن يسقط الجهاز من يدها بأربع رصاصات، وظلت الصورة شاهدا على ما فعله الاحتلال في تلك اللحظة.
لم تعلم جنى أنها ستكون آخر صورة تلتقطها، وأن عدوان الاحتلال وإجرامه سيطولها، وكأن جنين أصبحت رعبا وكل ما يمشي أو يتحرك على الأسطح وجب على الاحتلال اغتياله.
وأعلنت وزارةُ الصحة الفلسطينية فجر اليوم استشهاد الشابة جنى مجدي عصام زكارنة البالغة من العمر خمسة عشر عاما، عقِبَ إصابتِها برصاصةٍ في الرأس أثناء تواجدها على سطح منزلها الليلة الماضية .
جنى عصام زكارنة طفلة كانت تعتلي سطح منزلها في ساعة باردة، ربما دفعها الفضول كما يدفع الأطفال مثلها، لأن تصعد الدرجات المؤدية إلى سطح المنزل، لتكتشف.. لترى.. لتلتقط صورة الحقيقة وترسلها لأصحابها في الصف، لكن، لم يعد هناك مكان أو لحظة آمنة في جنين، وكأن جنين وحدها التي تدفع كل ليلة ضريبة الحقيقة.
ابنة وحيدة مع شقيق واحد لوالديها، هذا يعني أنها نصف عائلة لوالدين ينكبّان الآن على الجسد الصغير المنهك من دماء سالت بأربع رصاصات من جندي يعتلي العمارة المقابلة.
وحدات (إسرائيلية) خاصة تسللت للحي الشرقي من المدينة واستخدمت مركبات بلوحات فلسطينية، هاجمت المحال التجارية، وانضمت لاحقا قوات الاحتلال إلى الوحدات الخاصة التي كانت تنوي اختطاف شبان ثلاثة تقول عنهم أنهم مطلوبين.
فوجئت الدوريات بشباب المقاومة الذين اكتشفوا أمر القوات الخاصة واعتلوا العمارات في المدينة مراقبين ومدافعين، قبل أن تنتظم ثلاثين دورية (إسرائيلية) وتبدأ المواجهة.
إطلاق النار وتبادل إلقاء العبوات الناسفة، ثم اعتقال للشبان الثلاثة، فيما أصيب ثلاثة شبان آخرين في تلك المعركة.
اعتقد الأهالي أن الاحتلال انسحب دون سقوط شهداء، حتى جاءت الصرخات من منزل زكارنة، وأعلنوا أن أربع رصاصات اخترقت جسد جنى. من خلال البحث والمتابعة أثبت الأطباء أن الرصاصات جاءت من المنطقة التي كانت تطلق قوات الاحتلال النار منها.
جنين في حداد من جديد، وإضراب آخر، على روح الطفلة التي رحلت لأنها اعتلت سطح المنزل تريد التقاط صورة ولم تكن تعرف أن هناك رصاصات على سطح المنزل ستكون أسرع.