قائد الطوفان قائد الطوفان

الأسرى.. كلمة السر في مهرجان انطلاقة حماس الـ35

غزة- خاص الرسالة

مهرجان انطلاقة حركة حماس الـ35 تضمن فقرات ومفاجآت عدة، لكن يمكن القول أن قضية الأسرى شكّلت كلمة السر والعنوان الأبرز لكل الفقرات التي شهدها المهرجان، فلأول مرة يشارك الأسرى من داخل سجون الاحتلال بكلمة مسجلة بصوتهم في مهرجان الانطلاقة.

الكلمة تضمنت رسالة مهمة للمقاومة على رأسها حركة حماس بضرورة تغيير سياستها في التعامل مع ملف الجنود الأسرى لديها، بما يضمن الضغط على الاحتلال لإبرام صفقة تبادل مشرفة، بعد أكثر من 11 عاما على صفقة وفاء الأحرار.

وجاء في رسالة الأسرى "إن ثقتنا راسخة أن تقف المقاومة عند واجبها كما عهدناها في مواقف وملفات أخرى"، كما طالب الأسرى قائد هيئة الأركان محمد الضيف التدخل المباشر بما يضمن تحرير أسرى المقاومة بأسرع وقت.

ويبرز المهرجان الأسرى كأولوية كبرى بالنسبة لحماس، كما أن رسالتهم لقيادة المقاومة تشكل حالة ضغط كبيرة بضرورة إنهاء ملف الصفقة الذي مر عليه ثماني سنوات، ما يدفعها للبحث عن وسائل جديدة للضغط على الاحتلال قد تخرج عن المسار السياسي.

كما حملت كلمة رئيس حماس في غزة يحيى السنوار رسالة تهديد واضحة للاحتلال فيما يتعلق بقضية الأسرى، خاصة بعدما كشف لأول مرة صراحة عن عدة جولات سرية من المفاوضات مع الاحتلال لإبرام صفقة آخرها قبل انتخاباته الأخيرة، والمهلة التي منحها للاحتلال، قائلاً: "نمهل الاحتلال وقتا محدودا، وبعدها سنغلق الملف لأبد الأبدين وسنحرر أسرانا بطريقتنا".

وهي رسالة تحمل تهديدا واضحا لقيادة الاحتلال لوقف المماطلة والتهرب من ملف الصفقة.

وشكّل ظهور قائد هيئة أركان كتائب القسام، محمد الضيف، في كلمة مسجلة له في حفل انطلاقة حركة حماس ال35، للمرة الأولى الحدث الأبرز في المهرجان، وفي كلمة مقتضبة بصوت الضيف، وجّه رسالة ذات دلائل كبيرة تعبّر عن المرحلة المتقدمة في معركة التحرير والتجهّز للمعركة المفصلية مع الاحتلال.

كلمة الضيف تضمنت رسالة مهمة حول قضية الأسرى تعهد فيها بمراكمة القوة لدحر الاحتلال والإفراج عنهم من سجون الاحتلال، وهي رسالة سيكون لها تأثيرها الكبير خاصة على الاحتلال.

ويتمتع الضيف بشعبية ورمزية غير مسبوقة لدى الشعب الفلسطيني، ومصداقية كبيرة حتى لدى الاحتلال، وربما تحمل في مضمون كلمته توجها جديدا لدى الحركة للتعامل مع هذا الملف، خاصة في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة، وتعيين المتطرف بن غفير وزيراً لأمن الاحتلال، ما يعني أنه سيكون مسؤولا عن السجون والتصعيد ضد الأسرى، الأمر الذي ينذر بتفجير الأوضاع داخل السجون.

وقد كثفت حماس من رسائل الضغط على الاحتلال خلال مهرجان انطلاقتها الـ35 بعدما كشفت كتائب القسام عن سلاح الضابط الأسير لديها هدار جولدن وهو بحالة ممتازة، ما يعكس رسالة ضمنية للاحتلال بأن ما تملكه المقاومة يستحق الثمن الكبير الذي تطالب به، من ناحية.

ومن ناحية أخرى، تُضرب من جديد مصداقية الاحتلال أمام جبهته الداخلية وذوي الجنود، حيث روج الاحتلال على مدار السنوات الماضية روايته التي تزعم أن جنوده في غزة عبارة عن جثث، لكن ظهور السلاح بهذه الحالة يشير إلى أن الضابط الأسير لم يتعرض للقصف أو على الأقل لم يخرج جثة من المعركة التي جرت في الأول من أغسطس 2014.

وأحيت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الأربعاء، ذكرى انطلاقتها الـ35 بمهرجان هو الأضخم في ساحة الكتيبة بغزة، وسط مئات الآلاف من الجماهير التي زحفت منذ ليلة أمس للاحتفال بانطلاقة حماس والمقاومة الفلسطينية.

البث المباشر