حمّلت رسالة الأسرى في سجون الاحتلال قيادة المقاومة مسؤولية مضاعفة لتحريك ملف تحريرهم وشكلت عامل ضغط عليهم، بعد أن جدد الأسرى ثقتهم بأبو خالد الضيف وطالبوه بتغيير سياسة التعاطي مع ملف حريتهم.
ودعا الأسرى في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، خلال كلمة كلهم عرضت خلال مهرجان انطلاقة حماس 35 إلى تغيير جذريًّ، بحيث تمتلكُ المقاومةُ زمام المبادرةِ مجددًا، "لا سيما أنها أكدت في أكثرَ من مناسبةٍ وعدَها بإنجازِ صفقةٍ مشرفة".
وقالت الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس ممثلة عن الأسرى من داخل سجون الاحتلال إنَّ واجبُ المقاومةِ أن تسعى لتحقيقِه بكل ما أوتيت من قوةٍ وإمكانات، مضيفة أن ثقتُنهم راسخةٌ أن المقاومةُ تقف عند واجبِها كما عهدناها في مواقفَ وملفاتٍ أخرى.
وخلال المهرجان أمهل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة يحيى السنوار (إسرائيل) موعدًا محددًا لإتمام صفقة تبادل الأسرى، كاشفا أن حركته أدارت في الفترة الماضية جولات تفاوض سرية مع الاحتلال حول ملف الأسرى"، مهددًا بإغلاق ملف الجنود الإسرائيليين لدى كتائب القسام إلى الأبد.
وأكّد أن الحركة "ستجد طريقة أخرى لتحرير الأسرى الفلسطينيين"، من دون تفاصيل أكثر عن الموعد الذي أمهله لسلطات الاحتلال لتنفيذ مطالب حماس.
وتعقيبا على كلمة الأسرى دعا الكاتب والإعلامي المهتم بقضايا الأسرى علاء الريماوي إلى تغير المنهجية التي تتعامل بها المقاومة مع ملف تبادل الأسرى، موضحا أن ما يحدد تلك المنهجية الأوراق التي تملكها المقاومة.
ورأى أنه من الصواب اعتماد المنهية التي أدير بها ملف شاليط سابقا، قائلا:" كنا أمام صور ابتزت العين الصهيونية وحركت المجتمع باتجاه الضغط لتنفيذ الصفقة".
وأشار إلى أنه في حال لم توجد هذه الصورة فنحن ليس لدينا القدرة للضغط على الاحتلال.
ويعتبر الريماوي أن المقاومة أمام حكومة قادمة غير قادرة على دفع الأثمان إلا من خلال حالة ضاغطة شعبية، لذا على المقاومة توفير المناخ لتلك الحالة، خاصة وأن الاحتلال يسّوق أن ما لدى المقاومة هم فقط هدار جولدن وشاؤول ارون.
وأقر الريماوي أن الملف معقد لذا يجب أن يضبط إيقاع تحقيق النتائج مع ما تحمله المقاومة من أوراق، موضحا أن ذلك يحتاج لقراءة وإعادة نظر من المقاومة.
ولفت إلى ضرورة ضبت إيقاع الحديث السياسي عن ملف الأسرى بمفردات دقيقة وعدم رفع السقف، مبينا أن الحديث بالسقوف المرتفعة يرتد على المقاومة ومصداقيتها.
وتوقع أن يظل الملف يراوح مكانه في حال بقيت منهجية التفاوض على هذا النسق، لأن الحكومة لن تكون مضطرة لدفع ثمن مالم تكون ورقة شاؤول وهدار على الطاولة وهذا الاستحقاق يجب الاعتماد عليه لتحريك الملف.
بدوره ذكر الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن الاحتلال ظالم ولا يمكن التعامل معه بوسائل المقاومة الشعبية في قضية الأسرى، مشيرا إلى أن التجربة أثبتت أن حرية الأسرى لا تتحقق إلا من خلال صفقات التبادل.
وبين أن ملف الأسرى مطروح حاليا، فيما أكد رئيس حماس في غزة يحيى السنوار أن حركته ستتابع ذات النهج للإفراج عن الأسرى وهناك وعد بمعاودة الكرة لاختطاف جنود وهو ما يشكل بصيص أمل للأسرى
ونوه إلى أن (إسرائيل) تلقفت الرسالة وحذرت من نية حماس تنفيذ المزيد من عمليات الأسر.
ولم يستبعد عوكل إمكانية تنفيذ صفقة تبادل مع الحكومة الجديدة بقيادة نتياهو صاحب التجربة في المجال، وممكن أن يقدم الثمن دون أن يخسر موقعه كما كان الوضع في الحكومات السابقة.
وبين أن الصفقة تحتاج لوقت لحين استقرار الحكومة والانتهاء من أولويات تصاعد المقاومة في الضفة والقدس تثبيت شرعية الحكومة وتجاوزها للمشكلات القانونية.
وظهر خلال المهرجان عنصران من وحدة الظل الخاصة بأسرى كتائب القسام من جيش الاحتلال، وعرضا قطعة سلاح للضابط (الإسرائيلي) هدار غولدن الذي فقدت أثاره في حرب 2014.
وأشارت الصورة إلى بندقة كاملة وغي مهشمة وهو ما قد يعطي مؤشرات لقيادة الاحتلال وتساهم في تحريك الملف.
وتحتفظ حماس بأربعة جنود (إسرائيليين) في القطاع المحاصر، أسر اثنان منهم خلال العدوان الإسرائيلي في صيف 2014، بينما دخل آخران القطاع بظروف غامضة.