قائمة الموقع

مرج الزهور كان لها ما بعدها!

2022-12-17T12:46:00+02:00
الكاتب فادي رمضان
بقلم: فادي رمضان

ثلاثون عاما مرت ولم تلين العزائم ولم يتغير النهج ولم تضعف الهمة، بل تطورت الأساليب وازداد الأمل بل اقترب أكثر فأكثر من النصر والتحرير، ذكرى فارقة اعتقدت دولة الاحتلال بأنها ستكون قاسمة لحركة لم يمر على تأسيسها سوى خمسة سنوات،  انها ذكرى تمر علينا كل عام بعد ثلاثة أيام من انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وها هي تحتفل وجميع أطياف الشعب الفلسطيني بذكراها الخامسة والثلاثون لتثبت للعدو ان كل خياراته كانت خاطئة ولم تحقق الا مزيدا من الخيبة والخذلان، ذكرى حاضرة منذ ثلاثون عاما تحقق بها كل معاني الصمود والعزيمة والثبات، انها ذكرى مبعدي مرج الزهور.

جاء اعتقال 415 من قيادات حركة حماس والجهاد الإسلامي في السابع عشر من ديسمبر لعام 1992 بعد عملية اختطاف الجندي الصهيوني نسيم طوليدانو في الثالث عشر من ديسمبر من نفس العام، نفذها مجاهدو كتائب القسام وأمهل العدو مهلة ليتم الإفراج عنه مقابل الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين، وبعد انتهاء المهلة المحددة تم قتله خوفا من وصول العدو للمنفذين ولعدم جدية الاحتلال بالمبادلة، لتأخذ حكومة العدو قرارها بإبعاد قيادات حركتي حماس والجهاد لخارج فلسطين باتجاه لبنان، ظانا منه بأنه يشكل ضربه قاسمة للحركتين ووضعها في محنة استطاع المبعدون تحويلها إلى منحة مصداقا لقوله تعالى (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}. ليتحقق فيها (لعل الخير يكمن في الشر).

كيف أصبح الأبعاد عن الوطن والأهل منحة إلا أنه حقق:

١-اكبر اجتماع قيادي للحركة من غزة والضفة الغربية والخارج، وهذا ما كان ليحدث في تلك التوقيت لولا هذا الابعاد.

٢-استطاع المبعدون التواصل مع الإعلام الدولي والعالم الخارجي لابراز القضية الفلسطينية وتسليط الضوء عليها، وتم نقلها على حقيقتها بعيدا عن الروايات الصهيونية.

٣-تعزيز العلاقات مع عدد من الدول العربية والإسلامية خاصة لبنان وسوريا وايران.

٤-تنظيم وترتيب العمل التنظيمي والذي اتضح أثره بعد ذلك.

وبعد الصمود الكبير لمدة عام استطاع المبعدون الانتصار على دولة المحتل وارغامه على قبول عودتهم إلى أرض فلسطين، محققا بذلك تحول كبير في تاريخ النضال الفلسطيني.

واستمرارا لذات النهج في تحرير الأسرى استطاعت المقاومة الفلسطينية عام 2006 من أسر الجندي الصهيوني شاليط في عملية نوعية نفذتها المقاومة بقيادة كتائب القسام أطلقت عليها المقاومة عملية الوهم المتبدد، وبعد خمسة أعوام من المفاوضات تخللها حربين على قطاع غزة أجبرت المقاومة دولة الاحتلال للرضوخ لمطالبها في صفقة هي الأضخم كما ونوعا (صفقة وفاء الأحرار)، ولا زالت كتائب القسام تحتفظ بأربع جنود منذ حرب العصف المأكول عام 2014 لتثبت للعدو بأن قضية الأسرى هي من أولويات حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة، وأنها لن تحيد عن هذا النهج حتى تبييض كافة السجون الصهيونية.

اخبار ذات صلة