وصف الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ما يحدث في الأقصى والقدس، بأنه جريمة الإرهاب والحرب المستمرة بحق المقدسات والإنسان الفلسطيني، وتعبير عن عربدة اليمين (الإسرائيلي) المدعوم من قوى اليمين المتطرف في العالم.
وقال المرزوقي في مقابلة خاصة بـ"الرسالة نت" إن "سلوك الاحتلال الراهن، يكشف عن الوجه القبيح والبشع للاحتلال الذي يزداد تطرفا بعد صعود اليمين المتطرف، بفضل الشعارات العنصرية التي تنادي بموت العرب وإنهاء وجودهم".
وأكد أن السلوك (الإسرائيلي) نتيجة طبيعية لارتماء بعض الأطراف في حضن الاحتلال، و"شعور بنيامين نتنياهو بالضوء الأخضر الذي تمنحه إياه أطراف عديدة في المنطقة".
حصار غزة!
وحول الاستعدادات الجديدة من مناصري القضية لاستئناف محاولات كسر الحصار عن غزة، أجاب: "هناك من يريد لـمليوني إنسان في غزة المحاصرة أن ينطفئوا بهدوء مثل الشموع".
وأضاف المرزوقي: "لا كهرباء لأطفال المدارس، لا بحر للصيادين، لا دواء للمرضى، لا أكل للجوعى؛ كل ذلك سيدفع بكل الأحرار للعمل بالوسائل الممكنة لرفع الحصار، بوصفه جريمة حرب مستمرة ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني".
وأكد أن فلسطين وخاصة غزة، ستظل "شوكة في حلق كل من تغافل أن الإنسان المضطهد لديه قدرة على المقاومة والبقاء".
وذكر أنّ تحقيق التسوية ممكن إذا تحققت شروط الشعب الفلسطيني وتحققت عدالة قضيته.
وخاطب الشعب الفلسطيني بالقول: "نحن معكم لأنكم تدافعون عن قضية مقدسة حقيقية".
وأضاف: "الفلسطيني منح الأمة مثالا ونموذجا على الإصرار والثبات والعناد على الحقوق مهما تتابعت الأجيال وتكثفت الصعوبات"، متابعا: "الشعب الفلسطيني لديه شعار واحد فقط إما أن ينتصر أو ينتصر".
انطلاقة حماس
وقال الرئيس التونسي السابق د. المنصف المرزوقي، إنّ الاتحاد الأوروبي وأطراف دولية أخرى بدأت تطور من قناعتها تجاه ضرورة فتح حوار مع حركة حماس.
وأضاف المرزوقي: "عندما كنت رئيسا لتونس أقنعتهم أن فكرة حماس منظمة إرهابية هي خاطئة، بل هي منظمة مقاومة وطنية، تدافع عن قضية وطنية".
وتابع: "كنت أقول لهم أن المنظمة الإرهابية هي التي تحارب خارج حدودها وتستهدف المدنيين، بينما لم تفعل حماس ذلك ودافعت فقط عن حدودها، فبأي منطق تعدونها إرهابية؟"
ولفت إلى أنه حين استقبل خالد مشعل رئيس المكتب السياسي السابق لحماس وإسماعيل هنية عندما كان رئيسا للوزراء بغزة، "غضب السفير الأمريكي؛ لكني كنت مصرّا على موقفي".
وأكد المرزوقي أن الأمريكان لم يقتنعوا؛ لكنهم في المحصلة سيضطرون في نهاية المطاف للاقتناع وإجراء حوار مع حركة حماس.
وذكر أن الأوروبيين وصلوا لقناعة أن الفلسطينيين هم أصحاب القرار، بعدما فشل التطبيع في إيجاد أدوات بديلة عنهم، لذا من الضروري التواصل معهم بكل مكوناتهم وفي القلب منها غزة والقدس".
ووصف المرزوقي سلوك حماس بـ"البرغماتي" الذي يمكنه أن يتعامل مع مختلف المواقف التي تصب في صالح قضية فلسطين.
وزاد قائلاً: "في هذا المشهد القاتم تشكّل حماس نقطة الضوء الوحيدة، فهي قاومت ببسالة منقطعة النظير الغطرسة (الإسرائيلية)، ولم تستعد علينا شعوب العالم بعمليات خارج وطنها المحتل".
وأكد المرزوقي أن هذه الصفات جعلت الحركة تنال إعجاب العرب وتلقى تعاطفا كبيرا بين الشعوب؛ "لأنها بقيت حركة تحرّر وطني تدافع عن الأرض والعرض ولا أشكّ لحظة أنه لا علاقة لها بالفساد الذي نخر في أذرع أخرى من الحركة الوطنية الفلسطينية".
وقدّر تمسك قادة حماس ومناضليها بالمبادئ والقيم وصمودهم الأسطوري أمام الآلة العسكرية (الإسرائيلية) واستعدادهم الدائم للحوار مع أشقائهم في فتح.
واعتبر أن حماس مدرسة تتميز بالمرونة في التعامل المقرونة بالصلابة في المبادئ.
وعن التحديات التي تقف اليوم في طريق المقاومة، قال "هناك عديد المخاوف. فالمنطقة العربية كلها في عين الإعصار والسحب السوداء تتلبد من جديد في الأفق، حيث يعربد أقصى اليمين في كل أنحاء العالم مما يعني أننا مقدمون على صراعات وحروب لا أحد قادر على التنبؤ بنتيجتها".
وأكد أنّ هذه التحديات الكبرى تضع على المحكّ وجودنا كأمة وكشعوب وكدول لها الحدّ الأدنى من الاستقلال ما يتطلب شحذ العزيمة والتعامل بذكاء.