قائد الطوفان قائد الطوفان

أجرت مناورات ضخمة مؤخرا

خشية متصاعدة في (إسرائيل) من حرب متعددة الجبهات

خليل الحية والرئيس السوري وزياد النخالة
خليل الحية والرئيس السوري وزياد النخالة

الرسالة- محمد عطا الله

تعكس المناورات والتدريبات العسكرية المتسارعة التي يجريها جيش الاحتلال (الإسرائيلي) بين حين وآخر، الخشية المتصاعدة من اندلاع حرب متعددة الجبهات قد تتورط فيها (إسرائيل).

وذكرت صحيفة رأي اليوم الدولية أن المصادر الأمنيّة الرفيعة في (تل أبيب)، عطفا على ما ينقله الإعلام العبريّ، تُشدّد على أنّ القضيّة الأساسيّة والمركزيّة التي باتت تتصدّر الأجندة في (إسرائيل)، وتقُض مضاجع المؤسستين السياسيّة والأمنيّة تتعلّق بأسوأ سيناريو مُمكن أنْ يحصل: مُواجهة عسكريّة يخوضها الاحتلال على الجبهتيْن الشماليّة، ضدّ حزب الله اللبنانيّ، والجنوبيّة، ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة على مختلف تنظيماتها.

وبحسب الصحيفة الدولية فإن الأخطر من ذلك أنّ هذه المُواجهة -بحسب المصادر- ستندلِع بدعمٍ إيرانيٍّ، وبناءً على ذلك، لم يكُن مفاجئًا البتّة أنْ يقوم جيش الاحتلال بتنفيذ مناورةٍ بعنوان (ذخر قوميّ) تدرّب فيها المقاتلون والقادة على أيام قتال مكثّفة، شملت مواقع دمار كثيرة، وإصابات وأحداثًا غير مخططة، بحسب ما أفاد مراسل الشؤون العسكريّة في موقع القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ، هيلل بيطون روزن.

ولفت المراسل -اعتمادًا على مصادره بجيش الاحتلال- إلى أنّ القادة العسكريين ولا سيما في شعبة التكنولوجيا واللوجيستيك لا يهدؤون، ويُخططون على مدار الساعة تمهيدًا للحرب المقبلة.

إلى ذلك، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، "صحيحٌ أنّ الجيش احتلّ من جديد مدنًا فلسطينية بالضفّة الغربيّة عام 2002، وراكم تجربةً في القتال حيال منظمات شبه عسكريّةٍ وجهاديّةٍ، لكنّه لم يُواجه احتلال مدينة بحجم غزة، التي يُرابط فيها الآلاف من حملة السلاح المشحونين بالأيديولوجيّة الجهاديّة، مع منظوماتٍ دفاعيّةٍ تمّ إعدادها خلال أعوامٍ"، على حدّ تعبيره.

في السياق عينه، وصف جنرال (إسرائيلي) رفيع المستوى، أوضاع قواته العسكريّة، بأنّها الأسوأ منذ 54 عامًا، وبأنّ (إسرائيل) ستكون في ورطةٍ في أيّ حربٍ قادمةٍ، لافتقادها لجهوزية الحرب.

 خشية حقيقية

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور إبراهيم حبيب، أن جيش الاحتلال لديه خشية حقيقية -بعد الحروب التي شنها على قطاع غزة وكشفت عورته الأساسية -من اندلاع حرب متعددة الجبهات.

ويوضح حبيب في حديثه لـ "الرسالة" أن الخشية نابعة من قدرات المقاومة على التأثير في الجبهة الداخلية لدى الاحتلال سواء من جبهة غزة أو لبنان أو المتغير الجديد الإيراني عبر جبهة سوريا أو من خلال الطائرات المسيرة.

ويبين أن هذا السيناريو وضعه جيش الاحتلال وما يعززه هو دفع الحكومة اليمينية المتطرفة وجر المنطقة لحرب جديدة لا يحمد عقباها لذلك يحاول الجيش من خلال هذه المناورات المراكمة والتجهيز لها، لأن نتائج اندلاعها ستكون وخيمة عليه.

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن (الإسرائيلي)، أيمن الرفاتي، أن هناك خشية (إسرائيلية) متواصلة من اندلاع حرب متعددة الجبهات، إذ تقدر المنظومة العسكرية والأمنية في دولة الاحتلال أن هذا الأمر يمثل أخطر سيناريو يمكن أن تواجهه دولة الاحتلال، كونه يحمل في مضمونه تهديداً وجودياً.

ويضيف الرفاتي في حديثه لـ "الرسالة" أنه نظرا لخطورة هذا السيناريو؛ أقر جيش الاحتلال منذ العام 2017 خططا تدريبية مكثفة لاحتمالية وقوع هذا السيناريو، وبات التمرين على مواجهة هذا الأمر من الإلزاميات التدريبية لدى الجيش كل عام، بل إن الاحتلال أجرى مناورات أركانية موسعة خلال العامين الماضيين كجزء من التدرب على هذا السيناريو.

ويوضح أنه رغم هذه التدريبات لا زالت قيادة الجيش تقدر أن قدرتها على مواجهة هذا السيناريو ليست على أكمل وجه، بل لا زال الجيش يعاني من مشاكل تتعلق بتزايد قوة المقاومة ودخول جبهات جديدة، إضافة لإشكاليات في ذراع البر وعجز الجيش عن استخدام هذا السلاح لردع الجبهات المختلفة.

ويبين الرفاتي أن أبرز ما يعاني منه الجيش هو عدم الجهوزية القتالية والحالة السلبية والسيئة لدى مكوناته الداخلية وخشيتهم من أن سيناريو حرب متعددة الجبهات سيؤثر على الجنود الذين يخشون من انهيار الجبهة الداخلية، وتأثر عائلاتهم بهذا السيناريو.

ويشير إلى أن الاحتلال ينظر بعين الخطورة إلى جبهتي غزة ولبنان على الدوام، ويخشى أن تكون الحرب المقبلة مشتركة بين الجبهتين ما سيؤدي بطبيعة الحال لمشاركة جبهة الضفة والقدس والداخل المحتل، وعليه فإن جيش الاحتلال ينظر إلى السيناريوهات بعين الخطورة.

البث المباشر