"الأسد المقنع" راوغ المحتل ووصل غزة مطاردًا في التسعينيات

الرسالة نت-مها شهوان

أضافت عائلة " أبو حميد" معاني جديدة للتضحية من أجل تحرير فلسطين، فقدمت شهيدين أولهما عبد المنعم ثم ناصر في العشرين من ديسمبر 2022، بالإضافة إلى 4 أسرى وآخر أفرج عنه قبل مدة قصيرة.

للسيدة أم ناصر -وهي لاجئة من قرية السوافير وسكنت غزة وعائلتها منذ ولادتها وتحديدا مخيم النصيرات- ابنة وحيدة اسمها "فلسطين" وكانت أم وأخت والديها وأشقائها الستة، الذين تربوا جميعا على ذات المبادئ.

قررت عائلة الشهيد "ناصر" الانتقال من مخيم النصيرات إلى مخيم الأمعري بالضفة المحتلة حين حصل والده وهم صغار على وظيفة عامل لدى الأونروا.

"أبو حميد" لقب العائلة وأصلها "ناجي" ورغم عددها القليل إلا أنها قدمت الشهداء والأسرى وآمنت بمقاومة الاحتلال منذ وجوده على أرض فلسطين كما يقول "هشام ناجي" ابن عم ناصر، الذي يسكن غزة وكان دائم التواصل مع والدة الأسرى للاطمئنان على صحتها وصحة ناصر.

يقول "للرسالة نت" إن الشهيد ناصر يكبره بعامين، يذكره كثيرا في الطفولة، لكن اللقاء الأول الذي جمعهما بعد رحيل عائلة أبو ناصر إلى الضفة كان في سجن النقب، مضيفا: ناصر عرف باسم عائلة أبو حميد لذا كان من السهل السماح لنا بالتواصل لاسيما وأن أسرى غزة في قسم وأسرى الضفة في قسم آخر، ويتعمد الاحتلال إبعاد الأقارب عن بعضهم.

ويستذكر أنه في السنوات الأخيرة كان يأتيه اتصال من الشهيد لأنه يسكن غزة وقد تكون لديه معلومات أكثر عن صفقة تبادل جديدة، ويعلق: "كثيرا كان يسألني عن العائلة وأخبارها ويستذكر تفاصيل قضاها في طفولته أو شبابه في غزة".

ويحكي "هشام" أن عائلته تفخر بأولاد "أم ناصر" فالصغار قبل الكبار يتسابقون ليسمعوا المزيد عن قصص البطولة التي كان ينفذها ناصر وأشقاؤه ضد جنود الاحتلال، وكيف كانوا ينجحون في مراوغتهم ويكسرون شوكتهم.

لم يتحدث "هشام" كثيرا، فصدمة خبر استشهاد "ناصر" لها وقع خاص عليه، ولا يزال يتقبل فيه التعازي منذ لحظة الإعلان عن استشهاده.

ويكمل الحديث عن عائلة "ناصر"، الناشط رامز حسونة وهو ابن شقيقة "هشام"، و يقول "لي الفخر أن يكون ناصر وإخوانه في مقام أخوالي (..) فهو الأسد المقنع ولهذا اللقب حكاية".

ويذكر أن "ناصر" وصل قطاع غزة في إحدى مطارداته مع الاحتلال عبر "الممر الآمن" وعاش فيها فترة قصيرة متخفيا، مؤكدا أن صورة البطل بقيت عالقة في ذاكرته ودوما يفخر بمعرفته ولقائه.

ويتابع: "كما كنت أسمع من عائلتي أن ناصر وإخوانه لديهم أسلوب خاص في مقاومة المحتل، خاصة وأنهم يحملون "هرمونات أهل غزة في العمل المقاوم" منذ صغرهم.

ويحكي أنه حين استشهد "عبد المنعم" شقيق ناصر، وهو ينتمي لكتائب عز الدين القسام لقب بـ "صياد المخابرات" لأن عمليته الأولى كانت قنص ضابط مخابرات أراد أن يوقعه في فخ العمالة، وعند ذهابه للقائه قام بقنصه وفر من المكان.

أما ناصر كان من أبرز المنتمين لشهداء الأقصى في بدايتها وكان أكثرهم جرأة لذا لقب أيضا بـ"قلب الأسد" فحين اعتقل كانت تهمته قتل سبعة جنود.

اليوم عائلة "أبو حميد" – ناجي- في قطاع غزة يفخر صغارها قبل كبارها بأم ناصر وأولادها ويتخذونهم قدوة في حب الوطن.

البث المباشر