لاعب كرة قدم في الصباح.. مقاوم في الليل، هكذا يمكن أن نصف الشهيد أحمد دراغمة ابن الثلاثة وعشرين ربيعا، الذي هب مع رفاقه لمواجهة مدرعات الاحتلال حينما اقتحمت مدينة طوباس شرقي نابلس.
في المشهد أحلام كثيرة، وأم ترقد فوق الجسد والأحلام التي أنهتها رصاصة الاحتلال، تحتضن الرأس الغافي وتقول: "وين أروح من دونك يمه" وهي ككل الأمهات لا تعرف إلى أين تذهب حقيقة بهذا الوجع.
والشهيد دراغمة من مدينة طوباس، لاعب كرة قدم، كان يحلم بالوصول إلى العالمية، ولكن رصاصة الاحتلال التي أصابته في الظهر سبقت الكؤوس العالمية وتوجته بكأس الشهادة.
أحمد دراغمة ويسميه رفاقه في مسقط رأسه طوباس "أبو سياج"، لاعب خط وسط في نادي ثقافي طولكرم وأحد هدافي الدوري الفلسطيني، بواقع 6 أهداف.
وقال صديق الشهيد، أحمد الرجوب: "خبر حزين وحزين جدا على كل الرياضة الفلسطينية، نجم من نجوم كرة القدم الفلسطينية تسرق أحلامه وطموحه بسبب احتلال فاشي عنصري".
وأضاف في تغريدة له على "فيسبوك أنه "كنت أحكيلك يا أحمد أنت ضيفي في الإياب، رحلت وتركتنا يا صديقي، رابع هدافي دوري المحترفين الفلسطيني رحل، ولن يكمل مرحلة الإياب لأنه اعتزل الحياة برصاصة حاقدة".
الصحافي خالد بدير من مدينة نابلس وصف الليلة السابقة في مقابلة مع الرسالة قائلا:" اقتحمت جماعة من المستوطنين منطقة قبر يوسف في المنطقة الشرقية لمدينة نابلس، ومعها قوات من الجيش لتأمين طريقها من حاجز بيت فوريك إلى نقطة قبر يوسف لأداء طقوسهم التوراتية ضمن ما يسمونه عيد الأنوار"
وأضاف:" اندلعت اشتباكات عنيفة تبنتها كتائب شهداء الأقصى وعرين الأسود وسرايا القدس، فارتقى أحمد دراغمة، ومعه 36 إصابة منها ثلاث إصابات خطيرة واصابات بالاختناق والشظايا".
المحصلة وفقا لما قاله بدير أن هناك فرض لسياسة الأمر الواقع واقتحامات متكررة لمناطق من المفترض أنها تحت حكم السلطة وفقا لاتفاقية أوسلو، جرافات ودبابات ومدرعات، وحتى لحظة إنقاذ الشهيد منعت هذه القوات كلها سيارات الإسعاف من انتشال جسده في الوقت المناسب مما أدى لتأخر وصوله إلى المستشفى.
وبحسب مصادر طبية فإن أربعة شبان أصيبوا بالرصاص الحي أحدهم في الظهر والرجل في منطقة شارع عمان وحالته خطيرة جدا، وآخران وصفت حالتهما بالخطرة، والإصابة الرابعة في العين وحالته مستقرة، كما أصيب آخران بالرصاص المعدني.
نابلس في حداد، والحداد أصبح عادة منذ بداية العام، يغشاها الحزن على كل شهيد في كل ليلة وقد فقدت الضفة أكثر من 200 شهيد منذ بداية العام في اقتحامات ليلية يومية.