احتفل المكتب الإعلامي الحكومي، اليوم الخميس، بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني الذي يصادف في الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر من كل عام، خلال حفل أقامه في منتجع الشاليهات غرب مدينة غزة.
وحضر الحفل رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، وشخصيات حكومية، وعدد من نواب المجلس التشريعي وممثلي الفصائل، ولفيفٌ كبير من الصحفيين ورؤساء وممثلي المؤسسات الإعلامية.
وقال الدعليس: "في الحادي والثلاثين من ديسمبر مسكُ الختامِ لكلِ عام، نلتقي لنحتفيَ بجهابذةِ الكلمةِ وفرسانِ الصورة، ونواةِ الانطلاقِ نحو التألقِ والإرتقاءِ والتطوير، نلتقي لنحتفيَ بشاحذي الهممِ ومُقويي العزائمِ في الأزماتِ والمحن، الداعينَ للفضائلِ عبرَ منابرِهم المختلفة، نلتقي لإحياءِ يومَ الوفاءِ للصحفيِّ الفلسطينيِّ المُقرَّ من قِبلِ الحكومةِ العاشرةِ عام 2009م، ولا زالَ يُخلّدُ حتى يومِنا هذا".
وأضاف: "إننا نوقنُ جميعُنا طبيعةَ المهنةِ الصحفيةِ في كافةِ أنحاءِ العالمِ والتي تكونُ محفوفةً بالمخاطر، ولكنْ في وطنِنا المُحتلِ تكونُ هذه المهنةُ أشدَّ خطراً وأكثرَ إرهاقاً ومراراً، إلا أنّها وبوجودِ هاماتٍ مُبدعةٍ بيننا قادرةٌ على تجاوزِ كافةِ العقباتِ والمُعيقات، حيثُ أنّها غطّت حروباً ضروساً وفعالياتٍ وطنيةً مفصليّة، رغمَ وجودِهم ضمنَ قائمةِ بنكِ أهدافِ العدوِ الغاشمِ كما الأطفالِ والنساءِ وكبارِ السن".
وتابع الدعليس: "لقد ارتقى مِن الصحفيين العشراتُ من الشهداءِ والمئاتُ من الجرحى، ورغم ذلك لم تَلِنْ العزيمةُ ولم تنهارْ القوى، وكانوا خيرَ مِعولٍ يُعوّلُ عليه في نقلِ الحقيقةِ للمشاهدِ التي تشهدُ على بشاعةِ الجرائمِ التي ارتكبها جيشُ الاحتلالِ الصهيوني، وطبيعةِ تأثيرِ حلقةِ الحصارِ المُمنهجِ على قطاعِ غزةَ على وسائلِ نقلِ تلك الجرائم".
عمل دؤوب
وأشار إلى أن "الصحفيين والإعلاميين يعملون بشكل دؤوب دون كللٍ أو مللٍ كخليةِ النحلِ في التعاضدِ والنشاط، وبرغم ما تكابدون من قصفٍ للمقراتِ واستهدافٍ مباشرٍ بالقتلِ وملاحقاتٍ وتضييقاتٍ ومنعٍ لإدخالِ المعداتِ وأدواتِ السلامةِ المهنيةِ من الاحتلالِ وأعوانِه، وبرغمِ حذفِ الصفحاتِ والمحاربةِ على المنصات، إلا أنكم لا زلتم لقضيتِكم أمناءَ أوفياءَ وعلى بني شعبِكم رُحماء".
وأوضح أن الصحفيين كان لهم الإسهامُ الكبيرُ في إعادةِ قضيتِنا للمشهدِ بنشرِهم وتفاعلِهم بكافةِ اللغاتِ العالميةِ، وآخرُها اقتحاماتُ المستوطنينَ لباحاتِ المسجدِ الأقصى ومساعي توسيعِ البؤرِ الاستيطانية، والانتهاكاتُ الصهيونيةُ اليوميةُ بحقِ نابلسَ العرينِ وجنينَ والخليلِ وكافةِ المدن المحتلة، وكان أبرزُها نقلَ مشهدِ اغتيالِ الصحفيةِ شيرين أبو عاقلة عبرَ البثِ المباشرِ وكذلك إعدامُ العشراتِ من الشبانِ بدمٍ باردٍ وفي وضحِ النهار.
وأكد الدعليس، أن الصحافة المحلية نقلت القضية الفلسطينية بجدارةٍ في العواصمِ المحليةِ والدوليةِ نحو زيادةِ الوعيِ العالميِّ تجاهَ ما نعانيهُ من ويلاتِ الاحتلالِ والحصار، بالإضافةِ لتلك السياساتِ المُمنهَجةِ الساعيةِ لتغييبِ القضيةِ الفلسطينيةِ عن المشهد.
تعزيز الجبهة الداخلية
وشدد على دور الصحفيين البارز في تعزيزِ الجبهةِ الداخليةِ بزيادةِ الثقةِ الشعبيةِ بالمقاومةِ الفلسطينيةِ والجهاتِ الأمنيةِ الساهرةِ لأمنِهم وأمانِهم، منوها إلى أن نشر الصحفيين لتوصياتِ الجهاتِ المختصةِ ساهم في تحصينِ الجبهةِ الداخليةِ وحمايةِ الأبطال الذين يحملون أرواحَهم على أكفِّهم من أجلِ الدفاعِ عن الوطن والمقدسات والثوابت الوطنية.
ولفت الدعليس، إلى أن رئاسة متابعة العمل الحكومي أوعزت للمكتبِ الإعلاميِّ الحكوميِّ في وقتٍ سابقٍ لعقدِ مسابقةٍ باسمِ الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة تخليداً لرموزِ الصحافةِ في فلسطين، مبينا أن حفل اليوم سيشهدُ تكريمَ الفائزينَ بمسابقةِ الصحفيةِ أبو عاقلة، لروحِها السلام، وتكريم ممن بلغوا سنَ العطاءِ من الإعلاميين والأكاديميين.
وأشار إلى اعتمادَ مسابقة إعلامية سنويا هي الأكبرُ من حيثُ قيمةِ جوائزِها، بحيثُ يشرفُ المكتبُ الإعلاميُ الحكوميُ على تحديدِ محاورِها كلَ عام، وذلك تقديرا بضرورةِ تشجيعِ الإبداعاتِ الإعلامية.
إعفاء من الرسوم
وأعلن الدعليس، عن إعفاء المؤسساتِ الإعلاميةِ من كافةِ الرسومِ المتراكمةِ عن السنواتِ الماضيةِ بنسبة 75%، والاستمرارِ في الخصمِ المعتَمدِ للعامِ القادم، وذلك إسهاماً بدعمِ عملِ المؤسساتِ الإعلامية.
وفي ختام كلمته، دعا الدعليس، الصحفيين لتكثيفِ الجهودِ نحو المزيدِ من الدعمِ لقضيتِنا العادلة، والعملِ بكافةِ الوسائلِ الممكنةِ على إيصالِ صوتِ شعبِنا لكافةِ المحافل.
بدوره، رحب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف في مستهل كلمته خلال الحفل، بكل الحضور الذين لبّوا دعوة المكتب لحفل يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني.
وقال معروف: "نلتقي اليوم في يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني، كما نلتقي كل عام في الحادي والثلاثين من ديسمبر منذ العام 2009، بعدما تم إطلاق هذه المناسبة كرسالة وفاء وتقدير للإعلاميين الفلسطينيين فكان الحرص على احياءه بأشكال متنوعة كل عام وعلى مدى السنوات الماضية ليعكس المكانة المرموقة التي ترى فيها المؤسسة الحكومية بغزة الصحفيين، كما تعد تأكيدا على التزامنا بتوفير بيئة ممارسة مهنية تتمتع بهامش حريات غير مسقوف، وقد أكدت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان هذا الأمر قبل أيام قليلة في شهادة لمديرها العام بغزة".
وأضاف أن "مناسبة يوم الوفاء للصحفي الفلسطيني تذكّرنا أولا بمسؤوليتنا وواجبنا في الحفاظ على حرية الكلمة والرأي واخلاقيات العمل المهني، ولنستذكر ثانيا قيمة الرسالة المهنية والوطنية لفرسان صاحبة الجلالة من أرباب الكلمة والصورة الذين امتشقوا زناد الكاميرا وناصية القلم وجعلوها أقوى أدوات مقاومة المحتل، ودفعوا الضريبة -عن طيب نفس- فكان منهم الشهداء والأسرى والجرحى، ورغم ذلك لم يبدلوا تبديلا".
شكر وتقدير
وتابع معروف: "نستحضر اليوم أيضا قيمة الوفاء والتقدير والشكر لأصحاب الفضل والعطاء، إن كانوا من الإعلاميين او الأكاديميين الذين نحتفي بهم ونكرمهم اليوم أو من أصحاب ومؤسسي فكرة يوم الوفاء للصحفي الذين نعتز بوجودهم بيننا دائما، فجزاهم الله كل خير".
وأوضح معروف: "أننا نستذكر اليوم صور عشرات الزملاء الصحفيين ممن قدموا أرواحهم رخيصة في درب مهنة المتاعب، كما نستذكر من جرحوا واصيبوا، ومن غيبوا خلف القضبان داخل زنازين الاحتلال، فلهم جميعا تحية الاجلال والاكبار، والدعوات بالرحمة والقبول للشهداء والشفاء للجرحى والفرج القريب للأسرى".
إجرام الاحتلال
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي جعل من الإعلام هدفا لصلفه واجرامه، غير آبه بالأعراف الدولية والمواثيق الاممية التي تضمن حرية الرأي والتعبير، حتى أنه لم يعد يهتم بتبرير جرائمه ضد الطواقم الصحفية ووسائل الاعلام، إلا ما ندر.
وذكر معروف، أن العام الماضي كان أكثر الأعوام سوءا من حيث اعتداءات الاحتلال، وتصعيد حقيقي لسياسة التغول الممنهج ضد الصحفيين، في ظل حالة الصمت المطبق على المؤسسات والهيئات الدولية المعنية بالدفاع عن حرية الرأي والتعبير، فقد شهد العام الماضي أكثر من (895) انتهاك احتلالي ضد الصحفيين وثقتها وحدة الرصد والمتابعة بالمكتب، مشيرا إلى أن المكتب سيصدر التقرير السنوي للحريات مفصلا خلال أيام قليلة.
ولفت إلى أن أبرز اعتداءات الاحتلال كانت جريمة اغتياله بدم بارد للزميلتين الصحفيتين شيرين أبو عاقلة وغفران وراسنة، مضيفا: "بينما كان العالم يحيي في شهر مايو اليوم العالمي لحرية الصحافة، كنا نحيي طقسا بات مألوفا لدينا بأن يكون الصحفي هو القصة والحدث بذاته وليس الناقل لها، إن كان باستشهاده كشيرين وغفران او بالتعرض للإصابة والضرب، او الاعتقال كما يجري حاليا مع 18 صحفيا يقبعون داخل معتقلات الاحتلال". .
وأكد معروف، أنه رغم كل المعاناة سخّر الصحفيين أقلامهم وكاميراتهم وأصواتهم للدفاع عن فلسطين، ولم يتركوا ساحة لإعلاء صوت قضيتنا ومظلومية شعبنا للعالم إلا وشاركوا بها، بل وتميزوا وأبدعوا وحققوا الجوائز والإنجازات، لافتا إلى أن ما شهدناه خلال كأس العالم بقطر وهذا الحضور الفلسطيني كان مثالا حيا على ذلك.
وثمّن الجهود التي يقوم بها الصحفيون الفلسطينيون ووسائل الإعلام في مواكبة الأحداث ونقل حقيقة ما يجري على أرضنا الفلسطينية، داعيا إياهم لبذل المزيد من الجهود لإظهار جرائم المحتل.
ودعا معروف، الصحفيين للانحياز دوما للحقيقة، والارتقاء بالرسالة والسمو بالمجتمع لاستنهاض همم الرجل وشعل عزيمة الشباب، مضيفا: "نحن دائما أحوج ما نكون للصحفي الملتزم، فلتكونوا أنتم ميزان المعادلة لمجتمعكم وبوصلة الاتجاه لقضيتكم".
وأكد على ضرورة تحلي الصحفي بالعمل وفق القانون والقيم والأخلاق المهنية، ووفق المسئولية الاجتماعية والوطنية، ونجدد التزامنا الدائم بالدفاع عن الصحفي والوقوف الى جانبه، والسعي الحثيث لتوفير بيئة العمل المناسبة.
إنجازات المكتب
وأوضح معروف، أن المكتب الإعلامي الحكومي استطاع تحقيق إنجازات عديدة خلال عام 2022، أبرزها توفير خدمة التأمين الصحي المخفض للصحفيين، والتي استفاد منها منذ تفعيلها قبل 5 شهور 541 صحفي، وبقيمة اجمالية لمساهمة المكتب بلغت 120 ألف شيكل، وإطلاق وتدشين الموقع الالكتروني للمكتب بحلته البرامجية والتصميمة الجديدة كليا بالتزامن مع هذه الاحتفالية لتتناسب مع تطورات أدوات مخاطبة الجمهور وتحقيق التفاعلية، واتفاقات الشراكة والتعاون مع اقسام الإعلام بالجامعات التي ستصب عما قريب في مصلحة الطلاب والخريجين.
وحيّا شركاء العمل مع المكتب الإعلامي الحكومي من أشخاص ومؤسسات الذين كان لهم دورا واسهاما واضحا في تحقيق الاهداف، مشيدا بالهمة العالية والتفاني والإخلاص في العمل الذي يمتع بهل فريق العمل بالمكتب الإعلامي الحكومي.
وأعرب معروف عن شكره الجزيل لقيادة متابعة العمل الحكومي التي لمسنا منها احتضانا حقيقيا لعمل المكتب، وتعزيزا لدور ومكانة الاعلام واستجابة لمطالبنا ومقترحاتنا الخاصة بتعزيز العمل الإعلامي قدر المستطاع.
مشروع نادي الصحفيين
وأعلن عن وجود موافقة مبدئية من إحدى الجهات المانحة على تمويل مشروع إنشاء نادي اجتماعي خاص بالصحفيين الفلسطينيين الذي تم الإعلان عنه العام الماضي، مشيرا إلى أن النادي سيحوي مركزا للخدمات الإعلامية وقاعات متعددة الاستخدامات.
وبين معروف، أن المكتب سيتابع مع الجهة المانحة المخططات وتفاصيل البدء بالمشروع، معربا عن أمله بافتتاحه بالتزامن مع يوم الوفاء العام القادم.
من جانبه، أعرب أستاذ العلاقات العامة والإعلان وعميد كلية الإعلام سابقاً في جامعة الأقصى، خلال كلمته بالحفل نيابةً عن الأكاديميين والصحفيين المكرمين عن تقديره وشكره للمكتب الإعلامي الحكومي عن احتفاله بيوم الوفاء للصحفي الفلسطيني سنويا، مضيفا: "أن الاحتفال بهذا اليوم يعمل على إرساء تقاليد حضارية بالاحتفاء بالمتميزين، للاعتراف بأهل الفضل والعرفان بحقهم، باعتباره واجبا لا مناص منه، ونهجا لا بد من اتباعه والعمل على ترسيخه، انطلاقا من مسؤوليته الوطنية، قبل مسؤوليته الإعلامية".
وقال عابد: "إن الأكاديمي الإعلامي يعطي من علمه بلا حدود من أجل أن يخلق جيلا من الصحفيين القادرين على تحمل المسؤولية نحو أبناء شعبهم ووطنهم، فبمعرفتهم جديرين أن يكونوا من بين المكرمين الذين يحتفي بهم، فهم الذين حملوا على عاتقهم الرسالة وأدوها على أكمل وجه، فالمعلم يرتقي إلى مصاف الأنبياء إذا توفر فيه الضمير الحي، والأداء المتميز، والقلب المحب لعلمه وطلبته".
تضحيات الصحفيين
وأضاف: "أن الأكاديميين والصحفيين، الذين ينالون اليوم هذا التقدير العظيم، رجال مخلصون لعملهم، ووطنهم، قدّموا ما استطاعوا للوطن من إنجازات إعلامية أداءً لواجبهم، ووفاءً بعهدهم، وانطلاقًا من وطنيتهم، فكان عليهم أن يخلصوا في العمل، ويحسنوا الأداء، ويلتزموا بمبدأ، واتّباع قدوة، ويسارعوا إلى الواجب، ويلتزموا بالأمانة، وينهضوا بما أُتيح لهم أن يشاركوا به وفيه، والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً."
وأشاد عابد، بتضحيات وانجازات الصحفيين الفلسطينيين الذين سجلوا بصمات يشهد لها الجميع في خدمة وطنهم وعلو شأنه.
وتخلل الحفل عرض مقطعين فيديو، تناول الأول الانتهاكات التي رصدها المكتب الإعلامي الحكومي بحق الصحفيين خلال عام 2022، أما الثاني فاستعرض الإنجازات التي حققتها طواقم المكتب الإعلامي الحكومي على مدار عام كامل.
وفي ختام الحفل، كرّم المكتب الإعلامي الحكومي الصحفيين الفائزين بجائزة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والصحفيين والأكاديميين الذين وصلوا سن العطاء، وعوائل الإعلاميين الراحلين خلال عام 2022.