قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: حماس تختتم عامها، بميلاد ديمقراطي جديد

د. خالد النجار
د. خالد النجار

د. خالد النجار

خرجت حماهير فتحاليوم بالآلاف في غزة لإحياء ذكرى انطلاقتها الثامنة والخمسين، تجسدت خلالها اشكال الديمقراطية، ورسمت خارطة ومشهدًا جديدًا للقبول بالتعددية السياسية، في محطة نحتاج أن نكون وحدة واحدة، فما سمحت به حماس من حريات لكل الفصائل والقوى السياسية بما فيها حركة فتح يسجل في أنصع صفحات العمل السياسي.

أمن غزة وحكومتها وقفت وساهمت في انجاح المهرجان، وقدمت خدماتها الأمنية والصحية والمجتمعية ورسمت مشهدًا في ادارة الحكم والنظام، يصعب على الاخرين استيعابه، أو العمل به بالحد الأدنى، لأن هناك فرق بين من يعمل وفق رؤية ومنظومة متكاملة وهدف واحد، وبين من يعمل تحت شعارات عشوائية وتبعيات مشبوهة.

حماس اليوم قالت كلمتها، واختتمت هذا العام بأعظم سيناريو سياسي، ليرى العالم أن غزة التي تحاصرها فتح وزعيمها عباس، ويحاصرها الاحتلال، وتتهمها قوى الغرب بما لا توصف به، قد تجاوزت مراحل كثيرة وتخطت كل التحديات، ولم تصطدم بردات الفعل، رغم الجرح الذي أصاب يدها الممتدة لانهاء الانقسام في كل الظروف.

في المقابل لا تزال فتح منقسمة ومنقلبة على الكل الفلسطيني وعلى نفسها، ولا تؤمن بأهمية ما قدمته حماس عبر كل المراحل، لأن الاقصاء نهجها، والتفرد سلوكها، والتنسيق مع الاحتلال مشروعها، وكفاحها سقط من وثيقتها، فعن أي فتح نتحدث؟ وعن أي فتح نبحث؟ مهما حشدت ومهما التفت راياتها، ومهما ملأت أهازيجها شوارعنا، لأن الثورة لا يحميها إلا البندقية.

البث المباشر