توافق اليوم الأول من كانون الثاني/يناير الذكرى السنوية الـ 22 للعملية البطولية التي نفذها الاستشهادي القسامي حامد فالح أبو حجلة في مدينة "نتانيا" أم خالد في الداخل الفلسطيني المحتل.
وأسفرت العملية التي نفذت بسيارة مفخخة إلى إصابة 55 مستوطنًا وتدمير 34 محلًا تجاريًا و24 سيارة، وسادت حالة من الرعب والهلع في صفوف المحتلين الذين كانوا يحتفلون برأس السنة الميلادية.
سيرة بطل
ولد القسامي أبو حجلة في الرابع والعشرين من شهر تموز عام 1977 لعائلة محافظة تقطن في حي الجبل الشمالي بمدينة نابلس، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في المدرسة الثانوية الإسلامية قبل أن يلتحق بكلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية.
تحلى حامد بأخلاق دمثة جدا، ومحبوبا للجميع ولطيفا جدا مع أصدقائه وأشقائه الأربعة، كما كان حنونا جداً على والدته وشقيته الوحيدة.
توفي والده في العام 1992 وهو الصيدلاني المشهور فالح أبو حجلة الذي تولى إلى حين وفاته نقيب الصيادلة في نابلس ونائب نقيب الصيادلة في الضفة الغربية.
وبعد أن التحق الشهيد بقسم الهندسة المعمارية بجامعة النجاح برز كأحد أبرز نشطاء الكتلة الإسلامية على مستوى الجامعة مما جعل إخوانه يرشحونه لعضوية مجلس الطلبة الذي قادته الكتلة الإسلامية للعام 1999-2000 حيث أصبح مسؤول لجنة التخصصات في مجلس الطلبة، وكذلك أمير الكتلة الإسلامية في كلية الهندسة.
اعتقالات وملاحقة
وبسبب نشاطاته في صفوف حركة "حماس" وذراعها الطلابي الكتلة الإسلامية تعرض الشهيد للاعتقال في سجون الاحتلال ثلاث مرات، كانت الأولى لمدة 10 شهور في العام 1995 والثانية عام 1998 لشهر ونصف.
ثم عاودت قوات الاحتلال اعتقاله مرة ثالثة خضع خلالها لتحقيق قاس لمدة 40 يوماً فقد خلالها 15 كيلو غرام من وزنه دون أن يستطيع ضباط الاحتلال إدانته أو تثبيت أي تهمة عليه بفعل صموده الأسطوري خلال التحقيق.
ورغم هذه الاعتقالات والملاحقات إلا أن الشهيد الذي عشق الوطن والجهاد في سبيل الله، واصل بهمة منقطعة النظير وبعزيمة لا تلين مشواره ونشاطاته في صفوف حركة حماس إلى أن اندلعت انتفاضة الأقصى التي التحق في بداياتها بكتائب الشهيد عز الدين القسام.
الشهادة
حانت الفرصة المناسبة للشهيد مع أمنيته التي طالما انتظرها، حيث قرر قادة القسام في نابلس نقل المعركة إلى قلب الكيان، ردا على جرائم الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، ووقع الاختيار على حامد ليكون بطل عملية استشهادية، وكان ذلك في أول أيام السنة الميلادية بتاريخ 1/1/2001.
انطلق الشهيد بسيارته المفخخة في شارع "هيرتزل" الذي يتقاطع مع شارع "ديزنكوف" بالقرب من مبنى بلدية نتانيا، وما هي إلا دقائق حتى دوى انفجار ضخم، نشر القتل والرعب في صفوف المحتلين.
وترجل البطل بعملية نوعية كانت باكورة عمليات زلزلت أركان الاحتلال طوال سنوات انتفاضة الأقصى، وأطلقت عليه حركة حماس لقب "أسد كتائب عز الدين القسام" في بوستر حمل صورته وهو يحمل راية خضراء في نشاط للكتلة الإسلامية.