قائد الطوفان قائد الطوفان

جنين تبدأ عامها الجديد بشهيدين وتسعة جرحى

الرسالة نت-رشا فرحات

فجر مؤلم بعد ليلة مؤلمة استيقظت فيها مدينة جنين ذعرا، وتحديدا بلدة كفر دان، في اليوم الأول لاختبارات نهاية الفصل الأول الدراسي. غطت أصوات القنابل والقذائف والهدم على كل شيء، ولم يستطع الطلبة الذهاب إلى مدارسهم فجرا، وظلت الآليات العسكرية تتوسط شارع حيفا الذي يربط البلدة بمدينة جنين.

بدأت جنين عامها بليل بارد عند الساعة العاشرة مساء. اقتحمت آليات عسكرية بلدة كفر دان غرب مدينة جنين تطلب هدم منزل الشهيد عبد الرحمن عابد منفذ عملية حاجز الجلمة.

 أحاطت الآليات منزلين لعائلة عابد، وطردت أفراد العائلة منهما، وأخلت بيوت الجيران أيضا، بينما زادت برودة الليل باقتحام ليلي دام حتى ما قبل ظهر اليوم التالي.

احتل جنود الاحتلال أسطح المنازل المجاورة لبيت عائلة عابد، كإثبات على أن الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة ماضية على نفس النهج، السياسة الواحدة المشتركة التي تركت أكثر من مائتي شهيد في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 7000 معتقل خلال هذا العام.

لم يقبل أهل جنين هذا الاقتحام الليلي الذي لا يتوقف منذ بداية العام الماضي، تصدى شباب المدينة للقوات العسكرية التي تموّل بين الساعة والأخرى قواتها وتدعمها بعدد جديد.

ولأن لكل اقتحام رجاله، ارتقى شهيدان، وتسع إصابات بعضها خطير، ووصلت إلى مستشفى جنين الحكومي كرد على غضب مكبوت منذ شهر سبتمبر الماضي بعد أن أقدم عبد الرحمن وأحمد عابد على تنفيذ عملية إطلاق نار على حاجز الجلمة أدت لسقوط مستوطن، واليوم تأتي الجرافات لتهدم منازل الشهداء وتقتل من يقف في طريقها.

ووصف الصحافي خالد البدير من جنين ما حدث بالمدينة، قائلا: "الشهيد الأول كان محمد حوشيه من بلدة اليامون القادم للمشاركة في التصدي لاقتحامات قوات الاحتلال فارتقى ابن العشرين بأربع رصاصات في الصدر، بعد أن كان ينتظر أمه أن تجد له العروس وقد حضرت له بيتا يليق بـ"زين الشباب".

والشهيد الآخر هو قريب الشهيدين أحمد وعبد الرحمن وهو فؤاد عابد، الذي ارتقى على مداخل المدينة وهو يتصدى مع رفاقه لقوات الاحتلال التي تسعى لاستهداف منزل العائلة الذي نجح الاحتلال بتفجيره مع بزوغ الفجر.

فوق أطلال منزلين، الأول للشهيد عبد الرحمن عابد المكون من طابقين، والثاني منزل أحمد عابد وجده الذي يسكن معه- وفقا لما قال بدير-  وقفت جنين كلها تلتقط صور الحجارة وتؤازر عائلة فقدت البيت والولد، بينما تنسحب جرافات الاحتلال ولا زالت ذكرى العملية الفدائية عالقة في جنازير الدبابات.

يذكر أن الشابين أحمد وعبد الرحمن عابد الضابطين في المخابرات الفلسطينية قد استُشهدا برصاص قوات الاحتلال في الرابع عشر من شهر أيلول الماضي (2022) بالقرب من حاجز الجلمة العسكري، شمال جنين، بعد اشتباك أسفر عن مقتل ضابط (إسرائيلي).

البث المباشر