لندن – الرسالة نت
وصفت هيئة تحرير صحيفة "غارديان" البريطانية، في مقال خاص، سجلات المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية التي تقوم "الجزيرة" بنشرها بأنها "رسالة الانتحار الأطول في التاريخ". مشيرة إلى أن السجلات تشتمل على 1600 ورقة من المذكرات والتقارير والمراسلات والمحادثات تلخص 10 سنوات من المفاوضات منذ كامب ديفيد 2000.
وكتبت الصحيفة "إنه من الصعب تحديد من يرتسم بصورة أسوأ؛ القادة الفلسطينيون الضعفاء والجبناء والمتحمسون لكيل المديح لنظرائهم الإسرائيليين، أم الإسرائيليون المهذبون في كلماتهم والمحتقِرون في أفعالهم، وربما الأمريكيون بالذات والذين تتجلى حياديتهم في تهديد الضعيف وشد أزر القوي.. هذه الأطراف الثلاثة تعمل سوية على إقامة دولة دمية باسم فلسطين تكون فاشية في أحسن الأحوال، وبديلا لقوة الاحتلال في أسوأ الأحوال".
ويهاجم المقال بشدة ما أسماه "تذلل رئس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات". ويشير إلى أنه في إحدى الوثائق يتوسل عريقات أمام المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشيل، ويقول له "ما قيمتي إذا كنت نكتة بنظر زوجتي أو ضعيفا جدا؟".
كما تكتب الصحيفة أن التنازلات الفلسطينية تتواصل، ويتواصل الاستيطان في القدس.. والخريطة التي رسمت قبل سنتين سمحت لإسرائيل بضم كافة المستوطنات في القدس الشرقية، ما عدا "هار حوما".. تسيبي ليفني فهمت الألم الفلسطيني ولكنها رفضت الاقتراح، ورفضت إسرائيل التسوية".
وكتبت أيضا أن "الوثائق تشير إلى أنه قبل صعود نجم أفيغدور ليبرمان، فإن إسرائيل سألت مواطنين عربا إذا كانوا سيوافقون على الانتقال إلى فلسطين... ومنذ ذلك الحين تحول تبادل السكان إلى تيار مركزي في إسرائيل، ولكن أحدا لا يسأل العرب في إسرائيل عن رأيهم".
وفي نهاية المقال تعرض الصحيفة صورة متشائمة بشأن الآت. وتكتب أنه ربما ستواصل السلطة الفلسطينية البقاء كـ"مشغل" (بكسر الغين)، ولكن بدءا من اليوم فإن شرعيتها قد انتهت في الشارع الفلسطيني كمفاوِضة، ومن الممكن أن يختفي معها حل الدولتين أيضا.
وبحسب الصحيفة فإنه من أجل إنقاذ فكرة حل الدولتين، يجب أن تحصل 3 أمور: الأول أن تزيل الولايات المتحدة الفيتو عن محادثات المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية والموافقة على اقتراح حركة حماس بوقف إطلاق النار لمدة سنة؛ والثاني تشكيل طاقم فلسطيني يمثل كافة الفصائل؛ والثالث على إسرائيل أن توافق على إقامة دولة فلسطينية في حدود 67 وليس حولها.
وتخلص الصحيفة إلى القول إن البديل هو "إفساح المجال للورم السرطاني للدولة الواحدة غرب نهر الأردن أن يتوسع ويستعد للحرب القادمة".