اقتحم وزير الأمن القومي إتمار بن غفير الأقصى اليوم الثلاثاء في اليوم الأول لتقلده منصب وزير الأمن القومي في تحد واضح للمقدسيين والمسلمين كافة، رغم المراوغة والتضليل التي قام به إعلام العدو بالأمس وتأكيدهم إرجاء الاقتحام.
وتلقّى بن غفير رسالة من "جماعات المعبد" المتطرفة تشمل 11 مطلباً ضد الأقصى، بينها تخصيص كنيس داخله والسماح بكامل الطقوس التوراتية وما يسمى الأدوات المقدسة وتمديد ساعات الاقتحام.
وجاء الاقتحام ليؤكد تكامل الأدوار بين الوزير وهذه الجماعات التي ينتمي إليها عضوياً، وشكلت قاعدته الانتخابية التي حملته للفوز في الانتخابات.
ناصر هدمي المختص بالشأن (الإسرائيلي) وقضايا القدس أكد أن اقتحام بن غفير لم يكون سوى اقتحاما استعراضيا، لم يتجاوز الثلاثة عشر دقيقة وكان في وقت مبكر عند السابعة صباحا.
ولفت هدمي إلى إن الاحتلال كان مضللا بالأمس، فهو لم يقرر تأجيل اللقاء رسميا ولكنه ضلل الرأي العام، مضيفا: "خطورة الاقتحام في أنه أصبح رسميا، فلأول مرة يقدم وزير في حكومة للاحتلال على اقتحام الأقصى، وهذا يعني أن الحكومة (الإسرائيلية) أصبحت تتبنى موقف المتطرفين وتؤيده"
ويرى الهدمي أن اقتحام الأقصى يثبت عناد بن غفير، موضحا أن حكومة الاحتلال لا تريد أن تنزلق الأمور للأسوأ وإنما أرادت أن تثبت نفسها أمام جمهورها بهذا الاستعراض وبمدة لم تصل إلى ربع ساعة.
ولفت إلى أن تفاصيل الحدث تثبت بالفعل أن الاحتلال يخشى المقاومة ولا يريد أن تتأجج الأمور وتصل إلى تصعيد.
ووفق زياد ابحيص المختص في قضايا القدس فإن الاحتلال يحاول التضليل على اقتحاماته، كما فعل قبل عامين، في شهر أغسطس -2019 حيث وصل عدد المرابطين إلى ألف مصلي، مبينا أن المرابطين انفضوا حينما أعلن مكتب نتنياهو أنه سيمنع الاقتحام حينها اقتحم المستوطنون من باب المغاربة، وهذا هو نفس السيناريو الذي تكرر اليوم"
بدوره ذكر زياد الحموري، مدير مركز القدس للمساعدات الاقتصادية والاجتماعية أن اقتحام اليوم هو مجرد استعراض، ولا ينبغي أن نتعامل معه على أنه هو الحدث الأهم والأخطر، قائلا:" لقد اقتحم شارون وهو رئيس وزراء الأقصى قبل عشرين عاما، أنا أرى أن هذا الاقتحام لا يزيد على أنه مجرد استعراض ويجب علينا الالتفات إلى ما هو أهم"
ويرى الحموري أن الأهم هو خطة التقسيم الزماني والمكاني التي تسير على قدم وساق، فالاحتلال يزيد من عدد الدقائق تدريجيا، ويزيد في عدد الأمكنة والبوابات التي يقتحم منها، والأهم من كل ذلك أنه يبيح القتل بحماية الشرطية والبلدية.
ويشير الحموري إلى أن الاحتلال يعمل بالخفاء على تطبيق مشروعه من خلال التوسعة الاستيطانية والهدم وهذا هو الأهم والذي يجب أن نسلط الضوء عليه من وجهة نظر حموري .