يدخل العام 2023 الجديد في ظل وجود أحداث وملفات ساخنة على أجندة القضية الفلسطينية التي قد تكون فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال (الإسرائيلي) لا سيما مع تشكل حكومة صهيونية متطرفة، وإقدام المتطرف وزير الأمن الداخلي بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى.
ولعل الملف الأبرز لهذا العام هو قضية القدس والمسجد الأقصى، التي قد يحاول قادة حكومة الاحتلال وأبرزهم بن غفير، إحداث واقع جديد فيه ومحاولة تهويده وفرض التقسيم المكاني والزماني فيه.
لذلك جاء تصريح حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مع بداية العام بقولها "إن التصعيد في المسجد الأقصى يمثل صاعق تفجير وستتحمل حكومة الاحتلال نتائج ذلك".
منحنى الخطورة يرتفع
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أحمد الكومي، أن المشهد الفلسطيني في عام 2023 لن يكون أقل سوءاً من العام الماضي، على صعيد المهددات التي يتعرض لها شعبنا وأبرزها الاحتلال وانتهاكاته في الضفة وقطاع غزة والداخل المحتل ومدينة القدس.
ويوضح الكومي في حديثه لـ "الرسالة نت" أن منحنى الخطورة يزداد خصوصا مع الحكومة الصهيونية الجديدة التي تصنف بأنها أكثر راديكالية وتطرف في ظل الشخصيات الدينية المتطرفة داخلها وهو التهديد الكبير الذي سيشهده هذا العام.
ويعتقد أن مركز الأحداث جميعها قد يكون باتجاه القدس على اعتبار أنها مركز الصراع الحالي في ظل المتغيرات الصهيونية وبرنامج حكومة نتنياهو وبن غفير القائم على التقسيم والتهويد والضم ورفع حدة الاستيطان بالضفة.
ويبين أن استمرار حالة الحصار المفروض على قطاع غزة ومحاولات الفصائل وعلى رأسها حركة حماس تخفيفه ملف مهم في العام الجاري، بالإضافة إلى وجود مهددات إضافية على القضية كالتطبيع ومحاولة الاحتلال جر دول عربية جديدة لهذا الوحل الأمر الذي سيكون له انعكاسات خطيرة على القضية.
ويشدد الكومي على أن هذه التحديات تفرض على الفلسطينيين إنجاز الوحدة ووقف تفرد قيادة السلطة في القرار وإنهاء الانقسام وهو تحدٍ كبير لدى حماس التي تحاول إصلاح البيت والضغط على السلطة.
بينما يعتقد الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، أن ثمة بؤر ساخنة كثيرة تنتظر المشهد الفلسطيني، فسيكون الوضع الفلسطيني في عهد هذه الحكومة اليمينية قابلاً للانفجار ومرشحاً لمزيد من التصعيد.
ويضيف الغريب في حديثه لـ "الرسالة نت" أنه سيكون هناك مواجهة كبرى من الشعب الفلسطيني للاحتلال (الإسرائيلي)، سواء في الضفة الغربية والقدس المحتلة أو في فلسطين 48، والوضع في قطاع غزة ليس بعيداً من تطبيق برنامج هذه الحكومة المتطرفة.
ويبين أن نتنياهو سيحاول خلال فترة رئاسته اختتام حياته السياسية بإنجازات ملموسة للتيار اليميني المتشدد في (إسرائيل)، وحسم الصراع مع الفلسطينيين بالقوة، وسيكون الشعب الفلسطيني أمام سنة ساخنة لا بد من الاستعداد والإعداد الجيد لها بالمستوى المطلوب.
ويشدد على أن المشهد خلال 2023 سيفرض على الفلسطينيين مسؤوليات كبيرة وتحديات أكبر، وكما يقول المثل: “ما حك جلدك مثل ظفرك”. يجب أن يبدأ التغيير من الحلقة الفلسطينية أولاً، بترتيب الأوراق الداخلية كي يستطيعوا مواجهة نتنياهو وحكومته الفاشية العنصرية كي لا تعربد وتفعل ما تشاء.
ويختم أن الأهم رصّ الصفوف، والمطلوب من الفلسطينيين تحقيق الوحدة الفلسطينية، وإجراء الانتخابات فوراً، وإيجاد برنامج وطني يتفق عليه الجميع لمواجهة هذه الحكومة الفاشية.