أدانت دول عربية وإسلامية باقتحام ما يسمى وزير الأمن (الإسرائيلي) إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى أمس الثلاثاء تحت حراسة قوات الاحتلال الإسرائيلي وحمايتها، وفي ظل استمرار الاقتحامات للأقصى لليوم الثاني.
واعتبرت شخصيات مقدسية أن وضع المسجد الأقصى يحتاج أكثر من مجرد بيانات تنديد، مؤكدين أن المواقف والادانات العربية لا تساوي شيئا في نظر الاحتلال لأنها تأت لذر الرماد في العيون.
المحلل السياسي راسم عبيدات من القدس يقول إن الاحتلال يعرف ويفهم قيمة خطابات التنديد خاصة العربية، كما يعلم أن أمريكا مهما نددت فهي الداعم الأول لفكرة الاحتلال لذلك فهو يسير في برنامجه وبن غفير سيطبق خطته ويحاول تغيير الطابع القانوني والتاريخي للمدينة.
وأضاف:" المواقف والادانات العربية لا تساوي شيئا في نظر الاحتلال لأنها تأت لذر الرماد في العيون والاحتلال يعرف أنها لن تتعدى البيانات، لذلك نجد أن دولا مطبعة مع الاحتلال قد أدانت أيضا "
ويلفت عبيدات إلى أن هناك أحد عشر مطلب للحاخامية الكبرى وكلها تتمحور حول الصلاة في الأقصى ومكان الهيكل وإدخال أدوات وطقوس الصلاة والقرابين والأبواق وهذا موافق عليه من قبل بن غفير.
ويعلق عبيدات على عملية الاقتحام بأنها كانت عملية قياس لمعرفة رأي الحكومات خاصة العربية، مشيرا إلى أن الوضع في الأقصى لا يحتاج لتنديد بل لموقف أكبر من ذلك.
ويرى عبيدات أن موقف الأردن يمكن أن يكون مؤثرا ومختلف وله الأثر الأكبر، مؤكدا أن بيد الأردن ما يمكن تقديمه فهي تمتلك حدودا طويلة مع الاحتلال، وأي خلل يحدث في الأردن يمكن أن يشكل خطر على الاحتلال.
وبين أن وضع الأردن كوصي على الأماكن المقدسة في القدس يعطيه الحق وقدرة الضغط على الاحتلال باستخدام المؤسسات الدولية حسب رؤية عبيدات.
بدوره يرى مدير مركز القدس للدراسات الاستراتيجية زياد الحاموري أن الاقتحامات الاستعراضية تحدث كل يوم، وهو ما يريد الاحتلال إظهاره للعالم، ويرى أن التهديدات والتنديدات خالية من مضمونها لأن الولايات المتحدة تهدد نهارا وتدعم ليلا على حد تعبيره.
وقال الحاموري إن الاحتلال يعمل بالخفاء ليل نهار على التوسعة الاستيطانية والهدم وهذا هو الأهم والذي يجب أن نسلط الضوء عليه من وجهة نظره.
وأكد أن الأهم هو خطة التقسيم الزماني والمكاني التي تسير على قدم وساق، فالاحتلال يزيد من عدد الدقائق تدريجيا، ويزيد في عدد الأمكنة والبوابات التي يقتحم منها، والأهم من كل ذلك أنه يبيح القتل بحماية الشرطية والبلدية.
وكان السفير سنان المجالي المتحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين قد قال إن خطوة بن غفير هي خطوة استفزازية مُدانة، تمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها".
كما وأدانت قطر، الاقتحام (الإسرائيلي) لباحات المسجد الأقصى، واعتبرته في بيان لها انتهاكا للقانون الدولي والوصاية الأردنية على المقدسات، معتبرة أن هذا ماجرى اعتداء على المقدسات وعلى حقوق ملايين المسلمين حول العالم.
ونددت السعودية باقتحام بن غفير، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الخارجية السعودية التي عبرت عن "تنديد وإدانة المملكة للممارسات الاستفزازية التي قام بها بن غفير باقتحام باحات المسجد الأقصى".
وفي ذات السياق أعربت كل من مصر والإمارات والجزائر عن رفضهم للاقتحام ولأي إجراءات أحادية مخالفة للوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس.
مقدسيون: وضع الأقصى يتطلب من العرب والمسلمين أكثر من التنديد
الرسالة نت-رشا فرحات