لا زالت السلطة تواصل اعتقالاتها في الضفة الغربية دون توجيه تهمة واضحة، على خلفية الانتماء السياسي، إلى جانب اعتقال الأسرى المحررين طلاب الجامعات.
وتركزت الاعتقالات أمس في بلدة برقين الواقعة إلى الجنوب الغربي من مدينة جنين، ضمن انتهاكات متواصلة بحق أهالي الضفة الغربية.
المواطنان محمد حسين صبح، وفراس أحمد أبو شادوف، كانا ضحية السلطة ذلك اليوم، لينضما إلى قائمة المعتقلين السياسيين في سجون السلطة الذين يتعرضون لشتى أنواع التعذيب.
ويواصل جهاز المخابرات اختطاف الأسير المحرر جهاد الأقرع والشقيقين زيد وعبد الله الحاج من مخيم عسكر الجديد بنابلس، وذلك لليوم الثالث على التوالي، دون مذكرة اعتقال أو إبداء أي أسباب.
التهمة" حماس"
وفي سلسلة من الانتهاكات لا تنتهي أوقفت سيارة الأمن الوقائي في برقين يوم الأربعاء الماضي فراس أحمد أبو شادوف تاجر أدوات بناء من قرية برقين، بالأربعين من عمره وله أربعة أبناء، وطلبت منه أن يوقف سيارته بجانب البيت ويصعد إلى سيارتهم، ولم تسمح له سوى أن يخبر زوجته، لكنه غاب ولم يصلهم منه أي اتصال ولم تستطع العائلة الوصول إليه.
ويقول والده: "ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها الأمن الوقائي فراس، فقد اعتقل مرتين الأولى قبل سنتين والثانية قبل أربع سنوت، وتعرض للشبح والضرب المتواصل دون توجيه تهمة واضحة له، فعرفت العائلة أن الاعتقال قائم على توجهه الفكري ولا شيء غير ذلك.
المعتقل الثاني هو محمد مساد المحتجز منذ خمسين يوما، تزوره العائلة وتتلقى وعودا أسبوعية بالإفراج عنه في الأسبوع القادم، ولا يأتي الأسبوع القادم.
محمد شاب في العشرين أنهى دراسة الدبلوم من جامعة جنين، ولا زال في بداية حياته العملية، لا يعرف والده سببا واضحا لاعتقاله سوى أنهم أخبروه أن السبب هو منشور على فيس بوك.
لا يرى الأب أن هذا سبب مقنع للاعتقال، وكلمة "احترازي" الذي لا يعرف الأب معناها، هي السبب الذي تقدمه السلطة للعائلة، لا تهمة محددة على لسان المحافظ حتى تعمل العائلة على تعيين محام للدفاع عنه، فلا قضية ولا تهمة.
مبروك جرار شقيق المعتقل مصطفى جرار والمعتقل في نفس اليوم من برقين أكد أن شقيقه ابن الثمانية والثلاثين اعتقل على خلفية الانتماء السياسي للمرة الثانية لدى الأمن الوقائي بعد اعتقال لعشرين شهرا بعد تقديم المساعدة لابن عمه الشهيد " أحمد جرار" وقد تفرغ بعدها لمنزله وعمله لعامين، ثم عاود الأمن الوقائي اعتقاله، والتهمة: "محسوب على حماس".
حياة مرعبة
خليل عساف عضو لجنة الحريات في الضفة الغربية يقول إن هناك ثمانية معتقلين في برقين خلال يومين، وجميعهم يشتركون في صفة واحدة "الانتماء لحماس"، فإلى متى ستظل السلطة تعتقل الشباب بهذه الأعداد الكبيرة، كما أن كل واحد منهم سيكون له نصيب من الاعتقال لدى الاحتلال.
ويرى عساف أن حياة المواطنين في الضفة أصبحت مرعبة والتحقيقات مخيفة، متسائلا: "ما الذي تخافه السلطة؟ لماذا تعتقل الشباب على خلفية الرأي؟ ما السبب الذي يجعل السلطة تعتقل أبناء حماس؟
ويضيف:" حسب متابعتي، لا أجد أحدا منهم يعرض على المحكمة، السلطة ورطت النيابة والقضاء لأن معظم الحالات لا تعرض عليهما، وحينما نواجه السلطة بجملة "الاعتقال السياسي" تستنكر ذلك، فماذا يمكن أن نسمي هذا الاعتقال.
ويتابع عساف: ليس هذا فحسب، بل تلجأ السلطة لتحويل المعتقلين إلى النظارة مع المجرمين والقتلة في محاولة لإذلالهم، مشيرا إلى أن معظم من استشهدوا على يد الاحتلال في الفترة الأخيرة كانوا معتقلين سياسيين لدى السلطة.