قائد الطوفان قائد الطوفان

كشفه برنامج ما خفي أعظم

"خارج الحسابات".. مقاومة الضفة تتعاظم وتهزم محاولات القضاء عليها

من برنامج ما خفي أعظم
من برنامج ما خفي أعظم

الرسالة نت- محمد عطا الله

كعادتها، تفاجئ مقاومة الفلسطينية بالضفة المحتلة الجميع باستمرارها وتطورها المتواصل، قافزة عن كل التحديات والمساومات التي تهدف إلى القضاء عليها، في الوقت الذي تشكل فيه حالة أرق للكيان الصهيوني وأجهزته الأمنية ومن لف لفها.
وعرضت قناة الجزيرة القطرية ضمن برنامج ما خفي أعظم، الذي حمل عنوان "خارج الحسابات" لقطات حصرية لتدريبات كتيبة جنين ومجموعات عرين الأسود وتفاصيل عن كواليس تطورها وعملياتها ونشأتها، رغم استهداف الاحتلال المتواصل ومحاولات السلطة لوأدها.
الأبرز فيما عرضته الجزيرة كان لمقاطع فيديو مصورة شملت عمليات تدريب وتصنيع العبوات بطرق بدائية، وتفاصيل بعض عمليات المقاومة وتطورها في جنين ونابلس، منها استهداف رتل لآليات الاحتلال نفذته "كتيبة جنين" وتنفيذ عمليات أدت لمقتل جنود (إسرائيليين).
ولعل اللافت فيما جرى كشفه، يتمثل في بداية نشأة مجموعات المقاومة في الضفة ثم تطورها تزامنا مع معركة سيف القدس التي وقعت في مايو 2021، وهو ما يعني أن المعركة حققت هدفا مهما أيضا على صعيد الهدف الاستراتيجي منها وهي وحدة الساحات.
وأمام هذا المُعطى الجديد، يمكن القول إن "الامتداد الطبيعي والمتسارع للمقاومة في مناطق مختلفة يعكس صوابية الطريق الوحيد الرامي إلى الخلاص من الاحتلال (الإسرائيلي) في ظل تصاعد انتهاكاته بحق شعبنا في كل مكان".
وكما نجحت مجموعات المقاومة في جنين ونابلس بالقفز عن محاولات اجتثاثها سواء بالاغتيال والاعتقال والملاحقة أو المساومات والمغريات التي عرضتها السلطة عليها، فإنها قادرة على تجاوز التحديات المقبلة وستواصل تعظيم قوتها متخذة من مقاومة قطاع غزة نموذجا لها.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي نواف العامر، أن ما خفي أعظم كشف عن قوة ومناعة المقاومة واختراقها للاحتلال مما يثبت أن هذا الكيان الصهيوني هش ويسهل على أفراد المقاومة اختراقه.
ويوضح العامر في حديثه لـ"الرسالة نت" أن الأهم فيما كشفه البرنامج يكمن في تنامي قوة الضربات والنار في الضفة، مما يعكس أن الجيل الجديد بات لا يخشى إجراءات الاحتلال، لا سيما أنه ولد ما بعد الانتفاضتين ولا يعرف الخوف واستيقظ على بنادق الاحتلال، وانهيار وانحدار المستوى السياسي وفشل كبير لمشروع التسوية في الساحة وأصحاب المشروع دون تحقيق أي إنجاز.
ويشدد على أن الجيل يسجل أيقونة ومعادلة جديدة في الأراضي وأهمها عدم الخوف كما جرى كشفه في مجموعات المقاومة في جنين ونابلس، فيما أصبح الانتماء لهذه الخلايا والعناصر متواصلا، وما يقلق الاحتلال هو تنامي الظاهرة وامتدادها لباقي مناطق الضفة.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد، أن مقاومة غزة شكلت عامل إنتاج كبير جدا أحيا الفعل الثوري والوعي لدى مقاومة الضفة، لا سيما وأن المجموعات أخدت تتشكل مع معركة سيف القدس التي أحيت الأمل في التحرير.
ويضيف العقاد في حديثه لـ الرسالة نت أن المقاومة كحالة، سرعان ما انعكست على باقي المناطق والساحات وباتت جدواها راسخة في ظل حالة الاحتضان الشعبي الكبير التي شكلت رافدا وحماية لمجموعات المقاومة الناشئة بالضفة.
ويبين أن هذا الأمر أفشل كل محاولات الترويض التي حاولت السلطة -بتكليف من مخابرات الاحتلال- اتباعها مع مجموعات المقاومة بالضفة وأصبحت كل منطقة لها تشكيلاتها العسكرية المنفصلة عن المنطقة الأخرى وهو ما ساعد في تعاظمها واستمرارها.
ويوضح أن الضفة دخلت المد الثوري وإن كانت بوتيرة متفاوتة لكن الاحتلال فشل وأعلن عن فشله وحاول رمي الكرة الملتهبة في أجهزة أمن السلطة، وهي دليل عجز لأنه يفضل أن ينهي الأمور الأمنية بنفسه.
ويشير العقاد إلى أن التعاون الوثيق بين المقاومة في غزة والعمل الأمني والعسكري مع مجموعات مقاومة الضفة ساهم في الحفاظ على هذه الحالة الثورية وبقائها.

البث المباشر