من الواضح أن مخطط وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، بدأ يُطّبق على الأرض بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون، لا سيما بعد التوجيهات التي أصدرها بالتشديد على الأسرى وسحب جميع الامتيازات.
ونقلت إدارة سجون الاحتلال، صباح اليوم الأحد، أسرى قسم 3 في سجن "هداريم" إلى سجن "نفحة" الصحراوي بعد فتح أقسام جديدة في السجن.
وأجرى بن غفير، الخميس الماضي، جولة في سجن نفحة الصحراوي، المخصص للأسرى الفلسطينيين، وسط تحريضه على الأسرى وتباهيه بأنه لا يحق لهم التمتع بـ"امتيازات"، بحسب تعبيره.
يذكر أن بن غفير قد هدد وتوعّد خلال حملته الانتخابية بانتهاك حقوق الأسرى الفلسطينيين وإساءة ظروف الاعتقال، والمسّ بإنجازات سبق للحركة الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال، أن حققتها عبر سلسلة من الإضرابات والخطوات النضالية داخل السجون.
ويتعمد الاحتلال تنفيذ هذه الإجراءات ضمن سياسة متعمدة للتضييق على الأسرى الذين يعانون من ظروف إنسانية متدهورة داخل السجون.
مؤشر جديد
ويؤكد رئيس مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة، أن زيارة بن غفير لسجن نفحة كانت مؤشرا على جدية توجه الاحتلال في الإجراءات ضد الأسرى لأبعد الحدود.
ويوضح القدرة في حديثه لـ"الرسالة" أن الاحتلال يسعى من خلال تضييق إجراءاته على الأسرى لإثارة البلبلة وسحب الإنجازات التي حققها الأسرى في السابق وتمكنوا من انتزاعها من إدارة السجون.
ويبين أن الإجراءات بدأت فعليا وقد يكون أولها قرار إلغاء القانون الذي يسمح لأعضاء "الكنيست" من فلسطينيي الداخل المحتل بزيارة الأسرى الفلسطينيين في السجون.
وشدد على أن هذه الخطوات لن يسمح الأسرى بتمريرها وسيبدؤون بالتصعيد التدريجي من إرجاع الوجبات والإضراب المتقطع وصولا لحل التنظيم داخل السجون والوصول لإضراب مفتوح عن الطعام وإثارة الفوضى الخلاقة داخل السجون.
ويرى مدير جمعيّة واعد للأسرى والمحرّرين، عبد الله قنديل، أن زيارة بن غفير لإدارة السجون كانت الضوء الأخضر وبداية مرحلة جديدة لتطبيق السلوك الإجرامي ضد الأسرى.
ويضيف قنديل في حديثه لـ"الرسالة" أن الإجراءات بدأت فعليا، ولاحظنا خلال الأسبوع الماضي الهجمات القمعية التي استهدفت الأسرى في سجني ريمون والنقب، فيما يجري الآن تنفيذ سياسة النقل التعسفي ضد الحركة الأسيرة.
ويوضح أن الحراكات السابقة للأسرى كان هدفها وقف التنقل التعسفي للحركة الأسيرة، بينما اليوم نكثت إدارة السجون كل الاتفاقات السابقة ما يعني أن مرحلة جديدة بدأت للأسف الشديد وعنوانها مخططات بن غفير.
وبين قنديل أن الحركة الأسيرة أعلنت مرحلة التعبئة الشاملة في السجون وهناك برنامج تصعيدي في السجون ننتظر الإعلان عنه ونتوقع أن يشهد زخما من خلال خطوات تصعيدية رافضة للإجراءات في السجون وقد يصل لإضراب مفتوح احتجاجا على الإجراءات القمعية بحقهم.