لم يأت الصحفي تامر المسحال بجديد في "ما خفي اعظم" عن تعاون السلطة في رام الله مع الاحتلال بالضغط على المقاومين سواء في عرين الأسود أو في كتيبة جنين عبر اغراءات المناصب أو المال أو غير ذلك كالتهديد والوعيد، وما تحدث به ما خفي أعظم عن اعتقال للمقاومين والشاهد مصعب اشتية حقيقة لم يقل بها تامر المسحال، ولكنها رويت على ألسنة المجاهدين الذين ظهروا عبر البرنامج. فلم هذه الهجمة على المسحال؟، هل لكون الحلقة صدحت بأمر هو بالأساس معروف للمجتمع الفلسطيني؛ فالسلطة تعتقل المقاومين، وتداهم بيوتهم، وتمارس الضغوط عليهم، فهي مسألة ليست بخفية لا على الجمهور الفلسطيني ولا حتى العربي ولا حتى على الكثير من منظمات حقوق الإنسان.
الأولى بأجهزة السلطة التي تهاجم الصحفيين لمجرد تسليطهم الضوء على الحقائق؛ أن تراجع حساباتها وتوقف ملاحقاتها للمقاومين، وتوقف المداهمات والاعتقالات والتعاون مع الاحتلال لتقويض المقاومة، وأن تعمل على حماية أبناء شعبها لا ملاحقتهم كما يفعل.
"ما خفي أعظم" لم يكشف إلا عن معلوم للجميع، وهذه مسألة يفترض أن تكون نقطة للتوقف والمراجعة؛ لأن الحسابات لا تتم بالهجوم على المسحال بل بالمراجعة لعقيدة وسياسة هذه الأجهزة، و أن تنحاز لشعبها ومقاوميها بدلا من هذه السياسة التي تخدم الاحتلال وتعادي أبناء شعبها.
على هذه الأجهزة ومن يقودها الاعتذار من أبناء الشعب الفلسطيني والعمل على الانحياز له والدفاع عنه ومواجهة المستوطنين وجيش الاحتلال بدلا من التعاون معه. كفي عبث واصحوا على أنفسكم وكونوا جزء مهم من شعبكم قبل فوات الآوان.
