شكلت معركة "سيف القدس" علامة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال (الإسرائيلي)، في وقت يدرك الجميع أهمية المعركة على كافة الجبهات وجميع طرق مقاومة الاحتلال.
وكانت معركة سيف القدس التي اندلعت في مايو من العام 2021، سببا رئيسيا في اندلاع هبة الكرامة في مدن الداخل المحتل بنفس وقت العدوان على غزة، وهبة النقب التي يصادف أيامنا هذه ذكراها الأولى.
ولطالما كانت النقب مركزا رئيسيا في الصراع مع الاحتلال، في وقت تعمل سلطات الاحتلال منذ سنوات طويلة على تغيير ديموغرافية المدينة وبلداتها وتهويدها وسرقة مواردها.
إفشال الاحتلال
المحلل في الشأن السياسي فريد أبو ضهير، أكد أن معركة سيف القدس شكّلت نقلة نوعية ومنعطفا واضحا في الصراع مع الاحتلال.
وقال أبو ضهير في حديث لـ "الرسالة نت": "لا يختلف اثنان على التحول الكبير في هذه المعركة ومبادرتها في قصف القدس المحتلة".
وأضاف: "شجّعت معركة سيف القدس الداخل المحتل على مواجهة الاحتلال وخصوصا في ظل توحيد الجبهات بين غزة والضفة والداخل المحتل والشتات".
وأكد أن الاحتلال أعاد حساباته بعد انتهاء المعركة وخصوصا في الداخل المحتل الذي خرج عن السيطرة ودفع الاحتلال لإنهاء المعركة في غزة بأسرع وقت في ظل خسائر كبيرة للاحتلال.
ولفت أبو ضهير إلى أنه خلال سنوات طويلة عمل الاحتلال على دمج فلسطينيي الداخل المحتل بدولة الاحتلال، ولكن سرعان ما أظهرت معركة سيف القدس فشله.
وختم حديثه: "في الذكرى السنوية الأولى لهبة النقب، نجد أن الاحتلال يعمل بطريقة ممنهجة لتغيير ديموغرافية المدينة، وتهجير سكانها، وهو ما يدلل على خطورة المخطط الاستيطاني هناك".
وفي يناير من العام الماضي، شهد في النقب المحتل، "هبة النقب" بعد قرار ما يسمى "دائرة أراضي (إسرائيل)" الشروع بتنفيذ مشروع تشجير أراضي النقب وخاصة في قرية الأطرش وقرية سعوة البدويتين.
والتهمت جرافات الاحتلال مساحات واسعة من الأراضي بحجة تشجيرها أو تحويلها إلى محمية طبيعية الأمر الذي رفضه السكان الفلسطينيين الأصليين، ونظموا احتجاجات سلمية واجهتها قوات الاحتلال بقمع غير مسبوق واعتقلت العشرات من الفلسطينيين من بينهم فتيات وأطفال.
ويتفق المختص في الشأن السياسي، عامر سعد، مع سابقه، في خطورة المخطط الذي يُحاك ضد النقب وأهلها، "في ظل حكومة يمينية متطرفة تلتهم الأراضي".
وقال سعد في حديث لـ "الرسالة نت" إن هبّة النقب لها ما بعدها في إفشال الكثير من المخططات التي وضعها الاحتلال لتهجير أهالي المدينة.
وأوضح أن معركة سيف القدس كانت الفيْصل في توحيد الجبهات وتنامي الهبّات ضد الاحتلال من هبة الكرامة إلى هبة النقب.
وتوقع سعد أن يكون هناك هبّات جديدة خلال العام الجاري في ظل تنامي العداء الواضح من حكومة الاحتلال الجديدة وخصوصا في ظل إجراءات وزير الأمن القومي لديها، ايتمار بن غفير، التعسفية.
وتجدر الإشارة إلى أن النقب تحتل موقعا استراتيجيا في المشروع الصهيوني، عبّر عن ذلك ديفيد بن غوريون بقوله: "إن لم نصمد في النقب فستسقط تل أبيب"، واتخذ بن غوريون من النقب مقرًّا له حيث سكن هناك منذ عام 1953 حتى وفاته في عام 1973.