أظهرت وثائق قانونية أن شركة كوجنايت سوفتوير (الإسرائيلية) فازت بمناقصة لبيع برامج تجسس لشركة اتصالات مدعومة من الدولة في ميانمار قبل شهر من الانقلاب العسكري الذي وقع في الدولة الآسيوية.
وأفادت شكوى جرى تقديمها مؤخرا إلى المدعي العام (الإسرائيلي)، وكُشف عنها النقاب اليوم الأحد، بأن الصفقة أُبرِمت على الرغم من قول (إسرائيل) إنها أوقفت نقل التكنولوجيا الدفاعية إلى ميانمار في أعقاب حكم أصدرته المحكمة العليا الإسرائيلية عام 2017.
ورغم صدور أمر نادر بحظر نشر الحكم بطلب من الدولة، قالت (إسرائيل) في مناسبات عديدة إن الصادرات الدفاعية إلى ميانمار محظورة.
وتطالب الشكوى، التي تزعّمها محامي حقوق الإنسان (الإسرائيلي) البارز إيتاي ماك الذي قاد الحملة من أجل حكم المحكمة العليا، بإجراء تحقيق جنائي بشأن الصفقة.
وتتهم الشكوى كوجنايت ومسؤولين آخرين في وزارتي الدفاع والخارجية لم تذكرهم بالاسم ويشرفون على مثل هذه الصفقات “بالمساعدة على ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية في ميانمار والتحريض عليها”.
وتم تقديم الشكوى نيابة عن أكثر من 60 (إسرائيليا) بينهم رئيس سابق للبرلمان بالإضافة إلى ناشطين وأكاديميين وكتّاب بارزين.
ويمكن لبرامج التجسس أن تتيح للسلطات القدرة على الاستماع للمكالمات وعرض الرسائل النصية والبريد الإلكتروني وتتبّع مواقع المستخدمين دون مساعدة شركات الاتصالات والإنترنت.
كان المجلس العسكري قد أطاح الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في ميانمار بقيادة حزب الرابطة الوطنية للديمقراطية بزعامة أونغ سان سو تشي في فبراير/شباط 2021، مما أثار احتجاجات ضخمة قمعتها السلطات العسكرية بشدة.
واحتُجزت سو تشي بعد الانقلاب رهن الإقامة الجبرية، ووُجّهت إليها مجموعة من التهم التي تتراوح بين الفساد وانتهاك قانون الأسرار الرسمية للبلاد.
وتقول جمعية مساعدة السجناء السياسيين، التي ترصد عدد القتلى أو المسجونين أو المحتجزين من قِبل الجيش في ميانمار، إن 14847 شخصا اعتُقلوا بعد الانقلاب، وإن 2114 شخصا آخرين قُتلوا على أيدي القوات العسكرية.
وقضت محكمة عسكرية، في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بالسجن 7 سنوات إضافية على أونغ سان سو تشي (77 عاما) بعد إدانتها بقضايا فساد جديدة، ليبلغ إجمالي الأحكام بسجنها 33 عاما.
وقادت أونغ سان سو تشي ميانمار 5 سنوات من عام 2015 خلال عقد من ديمقراطية مؤقتة أعقبت إنهاء الجيش لحكمه الذي استمر 49 عاما، قبل أن يستعيده بالانقلاب لمنع حكومة سو تشي من بدء فترة ولاية ثانية.
المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز