قائد الطوفان قائد الطوفان

مختصون: تعليم القدس في مرمى الاستهداف لحكومة نتنياهو المتطرفة

غزة – مها شهوان

يبدو أن الحكومة اليمينية الجديدة التي يرأسها بنيامين نتنياهو تحاول ترسيخ مفهوم "يهودية الدولة" في القدس المحتلة، رغم رفض المقدسيين ذلك رفضا قاطعا.

وفي السياق، عادت الحكومة المتطرفة الجديدة كسابقاتها للتدخل في المنهاج التعليمي، وإلغاء الكثير من التاريخ الفلسطيني، ودس المصطلحات العبرية التي تعزز مكانة (إسرائيل) عند الجيل الجديد.

مؤخرا، وقبل أسبوع تحديدا، كان موعد الاجتماع الدوري لأولياء الأمور في القدس، الذي يُعقد للتباحث حول أوضاع نحو 4500 طالب مقدسي في مدارس العيساوية التابعة لبلدية الاحتلال، في ظل تجاهل البلدية لاحتياجاتهم وحقوقهم، ونقص المعلمين ومستلزمات النظافة.

وقبل البدء بالاجتماع، اقتحم الجنود المكان، وفتشوا المتواجدين جسديا، وحققوا مع بعضهم ميدانيا، بينما تسلم آخرون استدعاءات للحضور إلى مقر الشرطة (الإسرائيلية).

يذكر أنه منذ عام 1967، يسعى الاحتلال (الإسرائيلي) للسيطرة على الحياة التعليمية في مدينة القدس عبر أسرلة المناهج الفلسطينية، والسيطرة على المدارس، وفرض القوانين (الإسرائيلية)، ومنع المؤسسات التعليمية من بناء مدارس جديدة.

وبدأت الأزمة فترة انتفاضة الأقصى، بعد إقحام المناهج (الإسرائيلية) في المدارس المقدسية، وزادت حدتها عام 2013، حين بدأ الاحتلال بمنع المقدسيين من توسعة المدارس، وشرع ببناء مدارس (إسرائيلية)؛ بهدف تهويد المدينة المقدسة، وطمس هويتها الإسلامية والعربية، ومحو روح المقاومة والتمسك بالأرض.

خطة استراتيجية سرية

ووفق إحصاءات لمؤسسات تهتم بالتعليم في القدس، فإن (إسرائيل) تسيطر على نحو 53% من عدد المدارس، من خلال وزارة التربية والتعليم والبلدية التابعتين لها.

تقول الحقوقية ولاء أبو عصب المختصة في أمور التعليم بالقدس، إن النهج (الإسرائيلي) متواصل منذ السنين الماضية، والمطلوب اليوم -في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة- هو صمود الأهالي ولجنة أولياء الأمور في وجه أي قرار يفرضه الاحتلال على التعليم.

وترى أبو عصب خلال حديثها "للرسالة نت"، أنه من المهم وضع خطة استراتيجية سرية من لجنة أولياء الأمور للعمل عليها، مؤكدة أن اللجنة مهمة وتعطي توصياتها باستمرار لإدارة المدارس.

وتشير إلى ضرورة وجود وعي كافٍ عند الأهالي لإدراك مخططات العدو تجاه ما يتعلمه أبناؤهم في المدارس المقدسية، خاصة في ظل هذه الحكومة المتطرفة التي تضخ مبالغ ضخمة لمحو التعليم الفلسطيني.

وفي السياق ذاته، يقول حاتم خويص، المختص في شؤون التعليم بالقدس: إن وتيرة تهويد التعليم المقدسي لا تزال مستمرة دون توقف، لا سيما بعد حديث نائب وزير التعليم الجديد أنه سيعمل على تعميق الموروث اليهودي في المنهاج الفلسطيني.

ويضيف: "حكومة نتنياهو منذ دمجها للمتطرفين، باتت لها برامج ممنهجة لتحييد المسار الفلسطيني؛ للسيطرة على عقول المقدسيين، وتغيير ملامح هويتهم الجغرافية والتاريخية، وذلك من أجل كي وعي الصغار، ومحو كل شيء يتعلق بالذاكرة الفلسطينية كالنكبة والنكسة والعلم وقضية اللاجئين".

وبحسب متابعته، فإن هناك مخاوف من الحكومة الجديدة؛ لأن هدفها ليس القضاء على علمانية الدولة فحسب؛ بل تعميق التهويد في كل ملامح القدس، وتركيزُها أكثر على التعليم؛ لأنه المدخل الوحيد لتغيير عقلية الجيل المقدسي الجديد، مؤكدا أن الاحتلال سيفشل في ذلك رغم كل مخططاته، خاصة أن الجيل الجديد لديه وعي وحنكة.

 

 

البث المباشر