من جديد تضرب المقاومة بسيفها "سيف القدس"، وتدك معقلاً مركزيًا للأكثر تطرفًا في دولة الاحتلال الذي سيزول أمام هذه الضربات النوعية، والقاسمة لظهر نتنياهو، والمُحبِطة لزعماء وحلفاء بن غفير. جاءت العملية لتعيد الذاكرة من جديدة لرئيس حكومة الاحتلال "نتنياهو" وتؤكد له أن المقاومة مهما تعرضت لاعتداءات متكررة، لن تموت، ولن تنتهي، بل تحيا وتنمو وتترعرع، وثقاب يحرق الأرض تحت أقدام جيشه ومنظومته الأمنية.
عادت الروح الثائرة، وعادت الروح الوطنية، والتف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، وتوحدت الحناجر التي هتفت لمنفذ العملية ولقيادة المقاومة، وأكدت أن الفلسطيني لا ينقسم عن أخيه الفلسطيني في أي مكان، لأن وحدة الهدف هي الشعار الذي يحميه سيف القدس، وترفعه على رؤوس الأشهاد.
ليلة يسجلها التاريخ، وفعلٌ بطولي يكتب التاريخ، فالتاريخ ما زال حافلاً بالبطولات والتضحيات التي سطرها شعبنا منذ الأزل، والتي لم تنتهي إلا بإذلال المحتل وكنسه من فلسطين.
ربما لم تكن تقديرات الاحتلال في موقعها الصحيح، فبعد أن اقدم الجيش على تصفية 10 من رجال جنين الميامين، اعتقد الاحتلال ان المقاومة قد تكبلت سواعدها، وأنها تخضع لقيود أمنية وسياسية، وأنها لم تعد تتمسك بالقواعد التي فرضتها بوحدة السيف ووحدة الرؤية ووحدة الهدف.
فاجأت المقاومة الاحتلال، ومنذ الساعات الأولى للعدوان الصهيوني في جمين، كانت جميع الخيارات مطروحة، للرد على جرائم الاحتلال، وقد أكدت كتائب القسام وقوى المقاومة أن الرد قادم ولن يتأخر. صدقت المقاومة، وأوفت بوعدها، وضربت بجناحيها واوجعت العدو، وخلعت قلب بن غفير وحلفاءه وأعوانه، وما زال هناك المزيد على طريق عملية القدس، حتى يتحقق قول الله تعالى {فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا}.