رصد تقرير نشرته القناة الـ 13 العبرية مع بداية العام أن هناك ازديادا لعدد العمليات الفدائية الفلسطينية ضد قوات الاحتلال (الإسرائيلي) والمستوطنين خلال العام الماضي.
وقالت القناة، إنّ ما يقرب من 110 عمليات نفّذها مقاومون خلال العام الماضي في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة، وقد تنوّعت ما بين طعن ودهس وإطلاق نار، وأسفرت عن مقتل 27 (إسرائيليًا)، منهم 4 من جنود الاحتلال.
وجاءت عمليّة القدس بمثابة ردّ موجع على عدوان الاحتلال لتربك حساباته، في ظل قلقه من عدوى يُحتمل أن تنتشر في أوساط الفلسطينيين.
فبعد أن نفذ الشهيد خيري علقم عملية إطلاق نار شمالي القدس المحتلة، مساء الجمعة، وأدّت إلى وقوع 8 قتلى، بالإضافة إلى 3 جرحى إصاباتهم خطيرة للغاية، و2 جروحهما متوسطة، أصيب اليوم مستوطنان أحدهما إصابته خطيرة، في عملية إطلاق نار ببلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.
وفي ذات السياق، أعلنت مجموعة "عرين الأسود"، فجر اليوم السبت، تنفيذ 4 عمليات إطلاق نار تجاه الاحتلال (الإسرائيلي) في محيط نابلس، شمالي الضفة الغربية.
ويظهر خوف الاحتلال جليا في احترازاته الأمنية وتصريحات قادته، فقد قال الصحافي أمير بوخبوط على موقع والا العبري: التهديد الحالي هو العمليات الملهمة، والخوف من انتشار عدوى العمليات المشابهة لعملية أمس.
وعلى ما يبدو أن عدوى المقاومة تنتقل تدريجيا منذ أحداث القدس والشيخ جراح، وما تلاها من هبة الكرامة في الداخل المحتل، وصولا إلى معركة سيف القدس، ثم العمليات التي لم تنته منذ سنتين في القدس وجنين ونابلس التي يحاول الاحتلال السيطرة عليها بكل الطرق، ولا يستطيع.
ويرى المحلل العسكري يوسف الشرقاوي، أن من المستحيل أن يسيطر الاحتلال على هذ النوع من العمليات، قائلا: "هذه الحرب هي كما أسماها الاحتلال (الذئاب المنفردة)، إشارة إلى أن من يقوم بها هم شباب متفردون لا ينتمون إلى أي فصيل أو حزب، لذلك فهو يرى أن عملية السيطرة على هذه العمليات صعبة؛ بل مستحيلة".
ويضيف الشرقاوي: الجيش يصفها بأنها الأخطر على الإطلاق، ويقول إنها عمليات العدوى، عمليات ملهمة، تكرار التقليد بجرأة متدحرجة، وهذا ما قاله منذ أشهر.
وبين أن الاحتلال يخاف من تدحرج العمليات واتساع قوسها، لكنها حتما ستحدث "كيَّ وعي" متسارع في المجتمع (الإسرائيلي) كما يرى الجيش، وكما نقل الإعلام (الإسرائيلي).
ولفت إلى أن تقدير الموقف (الإسرائيلي) لا يزال بمنطق غطرسة (المنتصر)، وهذا انسياق لعجرفة العقلية اليمينية المتطرفة.
وبدوره قال موقع والا العبري، إن الخوف في الوقت الحالي هو من تقليد العملية ليس في القدس فحسب، ولكن أيضًا في الضفة الغربية - لذلك تتم دراسة تعزيز منطقة الضفة والقدس بقوات إضافية.
ومن الجدير بالذكر، أن عملية القدس ذكّرت المستوطنين في المدينة بالأمن الشخصي الذي قد يفقدونه في أيّ لحظة، ولعل أخطر ما في الهجوم بنظر المستوطنين تأكيده أنّ المقاومة مستمرة، وأنّ فكرة المهاجم المنفرد تجدّد ثباتها واستمرارها.