بعد نشر وثائق الجزيرة ..

مواقف فصائل اليسار.. جعجعة بلا طحين

الرسالة نت- ياسمين ساق الله

شهدت الساحة السياسية الفلسطينية في الآونة الأخيرة زلزال من العيار الثقيل, لاسيما بعد ما عرض من وثائق سرية حول مجريات المفاوضات بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) والولايات المتحدة, في الوقت الذي اعتبرت فصائل اليسار المنضوية تحت منظمة التحرير ما نشر بحاجة لمراجعة وتدقيق شامل لإثبات الحقيقة.

وكانت قناة الجزيرة الفضائية بدأت مساء الأحد الماضي نشر مجموعة وثائق ومحاضر اجتماعات من المفاوضات من بين أكثر من 1600 وثيقة تتجاوز 6500 صفحة، توثق محاضر جلسات مفاوضات امتدت من العام 2005 إلى العام 2006، إلى جانب وثائق أخرى تناولت الاتصالات مع (إسرائيل) وأمريكا وبعضها كان حديثاً.

أخطاء وتنازلات

عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر اعتبر ما نشر عبر قناة الجزيرة من وثائق سرية بشأن المفاوضات مع الاحتلال بحاجة إلى مراجعة وتدقيق ووقفة شاملة من كافة القوى والفصائل في المرحلة المقبلة لمواجهة خطورتها.

أما عضو المكتب السياسي طلعت الصفدي من حزب الشعب أكد أن المفاوض منذ اتفاقيات أوسلو ومدريد قدم تنازلات للاحتلال ضاربا بعرض الحائط بالتمسك بالثوابت, موضحا أن ما جاء بوثائق الجزيرة دليل على التنازل عن الحقوق الفلسطينية التي تكفلت بها القوانين الدولية.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة, فأوضح أن غياب الدور الوطني للمفاوض الفلسطيني سمح لإسرائيل الحصول على مزيد من التنازلات في قضايا الحل النهائي, مشيرا إلى أن السلطة الفلسطينية ارتكبت الكثير من الأخطاء على مدار عملية المفاوضات مع الاحتلال.

وفي قراءة لمواقف أحزاب اليسار قال المحلل السياسي مصطفى الصواف قال أن هذه المواقف ضعيفة , كونها محصورة التأثير على المشهد السياسي الفلسطيني وبلا فعالية على طريق تصويب التفاوض، مشيرا إلى أن تعليق الشعبية مشاركتها باجتماعات اللجنة المركزية للمنظمة لن يحدث أي تأثير على القرار السياسي للمنظمة".

وكانت اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على المفاوضات المباشرة مع دولة الاحتلال.

تحذير

ووقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية أوسلو مع إسرائيل في مدينة واشنطن الأمريكية في 13 سبتمبر 1993، إلا أن المحادثات السرّية تمت في عام 1991, ليفرز هذا الاتفاق في ما عرف بمؤتمر مدريد.

ويعود المحلل الصواف ليقول عن موقف اليسار من المفاوضات:" مواقفهم من التفاوض الذي يجري في هذه الفترة واضح, كونهم يدركون أنها ليست مفاوضات بقدر ما أنها محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تقديم المزيد من التنازلات للاحتلال".

تأييد ولكن

كما يصف المحلل السياسي الصواف مواقف فصائل اليسار بالجيدة رغم ضعفها, قائلا:" هم يعلمون جيدا أن ما جاء بالوثائق والتنازلات المقدمة لإسرائيل ليست بالجديدة لأنهم لديهم معلومات مسبقا حول ذلك وهذا سبب رفضهم لنهج المفاوضات الحالية مع تواصل الاستيطان رغم تأييدهم لمبدأ التفاوض دون تقديم التنازلات".

وبالنسبة لأي خطوات احتجاجية مقبلة تنوي فصائل اليسار اتخاذها بشأن ما نشرته الجزيرة, أكدت الجبهة الشعبية عدم اتخاذها أي قرار احتجاجي مقبل , قائلة :"إنه من السابق لأوانه الحديث عن اتخاذ أي خطوات أو موقف واضح متعلق بما تنشره تلك الوثائق في الفترة المقبلة".

وبعكس ما تحدثت به الشعبية , حزب الشعب قال :"سننظر للوثائق ونتابعها وندرسها وبناء على ذلك نقرر أين أصاب المفاوض الفلسطيني وأين اخطأ مع التأكيد على تمسكنا وحرصنا على مواجهة كل من يحاول التنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينية".

وأكدت الجبهة الديمقراطية حياديتها بالحكم على المتورطين بالوثائق وقالت :" لن نكون منحازين لأي طرف فلسطيني مهما كان موقعه وموقفه في حال مساسه بالثوابت الفلسطينية" ,متابعة:" ما نطلبه اليوم هو تشكيل لجنة تحقيق لإثبات حقيقة ما نشر وإدانته بشدة بكافة الطرق , فلو ثبت أن هناك أطرافا فلسطينية تمارس رؤى سياسية معينة لابد من اتخاذ مواقف وطنية بحقهم".

 

البث المباشر