في ضربة أمنية جديدة يتلقاها الاحتلال، المقاومة تضرب حزام سلاح الجو الصهيوني، وتسقط حوامة تجسس في قطاع غزة، وتحصل على معلومات مهمة للغاية، يأتي ذلك في إطار نشاط عمل مهندسو كتائب القسام في الوحدات الخاصة التي تعد وتتهيأ لمعركة حاسمة ومفتوحة مع الاحتلال، كانت بداياتها ما أعلن عنه القسام في معركة سيف القدس2021، والتي أظهرت القدرات العالية للقتال عبر منظومات تقنية في إطار معركة صراع الأدمغة والسيطرة المعلوماتية.
من جديد وفي ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة والتي جاءت ببرامجها السياسية والعسكرية لصب النار في الضفة وغزة، وإشعال كل الساحات دون حسابات لأي تداعيات خطيرة مستقبلية، تفاجيء المقاومة الجميع، وتفاجيء قادة الاحتلال، سواء كانت المقاومة الفردية أو المقاومة المنظمة، وترد على جرائم الاحتلال في الضفة وجنين والقدس وغزة، وتعلن حالة الاستنفار بوجه العدو، لتعيد هندسة المنطقة وترتب أوراقها وتبدأ مرحلة جديدة في فرض قواعد أمنية وسياسية سيكون تأثيرها ذو بعد استراتيجي على واقع عمليات المقاومة وخططها التكتيكية التنفيذية في كل المستويات.
إلى جانب ذلك، ما زالت الحروب الصامتة والمعارك الخفية التي تدور رحاها خلف الأنظار، تشكل الخطر الاستراتيجي على منظومات الاحتلال، فهي نوع من الحروب تعتمد بالأساس على مهاجمة ومواجهة التكنولوجيا الحديثة، والأسلحة المتطورة التي تعمل وفق منظومات الكترونية عالية الجودة، إذ أن المقاومة بدأت تخوض هذا النوع من الصراع في مقاومة الاحتلال، وقد أعلنت في بيانات سابقة أنها حققت أول تقدم بمراحلها العلمية والعسكرية، باعتبارها وحدات الكترونية نشأت حديثًا، فالمقاومة باتت تمتلك الخبرة الواسعة التي تجعلها قادرة على هز شباك الاحتلال وتحقيق ضربات دقيقة، سيما أنها أعلنت عن نجاحات متكررة لهذه الوحدات.
في المقابل، يخشى الاحتلال من هذا التطور الكبير لدى منظومات القتال التي تمتلكها المقاومة، وقد أعلن أنه تعرض للعديد من محاولات الاختراق، منها محاولات ناجحة، وهو ما يعزز فكرة أن المعركة المقبلة قد تتميز بسيطرة المقاومة على الاحتلال سيطرة معلوماتية وتكنولوجية، وهو سيناريو سيحقق نجاحًا للمقاومة، ويجعلها تمتلك عوامل قوة بشكل أكثر اندفاعًا للحسم وتوجيه ضربات حاسمة، قد تُضعف أدوات الاحتلال التي يعتمد عليها خلال التصعيد والمواجهات المسلحة.