حالة من التوتر تسود مدينة القدس المحتلة عقب شروع حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) بتنفيذ مخطط هدم 14 منزلًا، بدأتها أمس، بهدم منزل يعود لعائلة مطر في بلدة جبل المكبر، بحجة البناء دون ترخيص، علمًا أنه مُشيد منذ 15 عامًا.
وبحسب قناة "ريشت كان" العبرية، فإنه -بإيعاز من وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير- بدأت عملية الهدم هذا الصباح، بإشراف من بلدية الاحتلال في القدس.
وتعمد سلطات الاحتلال، هدم منازل آلاف المقدسيين منذ سنوات ضمن خطة ممنهجة لإفراغ المدينة والسيطرة عليها وإقامة آلاف الوحدات السكنية الاستيطانية فيها ضمن مشروع ما يسمى بالقدس الكبرى.
ويأتي ذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي لعائلات منفذي العمليات وآخرهم الشهيد خيري علقم، الذي أغلق الاحتلال منزله تمهيدا لهدمه، إلى جانب الهدم بحجة البناء دون الحصول على ترخيص حتى لمن لم ينفذوا عمليات مقاومة.
ويؤكد رئيس أكاديمية الاقصى للوقف والتراث د. ناجح بكيرات، أن هناك 20 ألف منزل مقدسي مهددة بالهدم، ضمن حرب ممنهجة تستهدف المقدسيين سواء عائلات منفذي العمليات أو غيرهم.
ويضيف بكيرات في حديثه لـ "الرسالة" أن ذلك يدلل على أن الاحتلال لا يرغب في أي وجود مقدسي، ويسعى لتهجير السكان، وفي ذات الوقت يسرق أراضيهم ويصادر آلاف الدونمات ويقيم آلاف الوحدات الاستيطانية.
ويوضح أن هناك حربا ممنهجة لمحاربة المقدسيين في سكناهم من أجل خلق هجرة جديدة وهناك مئات وربما آلاف العائلات تم تهجيرهم نتيجة الهدم الممنهج ضمن حالة خلق هجرة للمقدسيين لتفريغ المدينة.
ويشير بكيرات إلى أن هذه السياسة تتعمد الاحتلال من خلالها أن تشن حربا نفسية "وكان في السابق يجبر المقدسي على هدم بيته بنفسه، لكن اليوم بدأ الاحتلال يهدم بآليات ويضع المقدسيين أمام البيت ليروا كيف يهدم ويحطم نفسيتهم.
ويشدد على أن حجج بن غفير واهية ولا أساس لها من الصحة والمقصود من وراء ذلك الحرب العملية الإنسانية النفسية لإقامة المشاريع الاستيطانية والسيطرة على القدس.
ويرى الخبير في شئون القدس ورئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن بن غفير يبحث عن إنجاز يريد أن يعزي به نفسه والمستوطنين بعد عملية القدس، كون الذهاب باتجاه هدم البيوت ومصادرة الأراضي واقتحام الأقصى أسهل من اقتحام المدن والصدام المباشر مع الفلسطينيين والمقاومين.
ويوضح خاطر في حديثه لـ "الرسالة" أن هذا مخرج متوقع من المخارج التي يحاول أن يعوض فيها فشله بعد تصاعد عمليات المقاومة، وهو جريمة خطيرة أن يتم الهدم بشكل جماعي ومتصاعد بعد أن أصبح ثلث مباني مدينة القدس مهددة بالهدم.
ويشدد على ضرورة أن يكون هناك موقف دولي وطرح القضية على مستوى محكمة الجنايات الدولية ومؤسسات المجتمع الدولي من أجل إبقائها حاضرة كي تفرض على الاحتلال وقف هذه السياسة.
ويلفت إلى أن ما يجري أشبه بعملية تطهير عرقي وتهجير قسري، الهدف منه إحداث تغيير ديمغرافي في مدينة القدس وخلق أمر واقع جديد فيها.