وضعت الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة الاستيطان في طليعة ملفاتها المهمة منذ نيلها ثقة البرلمان في ديسمبر/ كانون الأول 2022، حيث أعلن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن حكومته ستعمل على تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية.
ومنذ ذلك الحين، تزايدت وتيرة اعتداءات المستوطنين في الأراضي الفلسطينية وباتت تتصدر المشهد عقب توتر ازدادت حدته خلال الأيام الأخيرة باستشهاد 9 فلسطينيين برصاص جيش الاحتلال (الإسرائيلي) الخميس في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، تبعه مقتل 8 (إسرائيليين) برصاص شاب فلسطيني في القدس.
ووفق مراقبين فلسطينيين، فإن عام 2022 كان من أسوأ السنوات منذ 1967 جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات، ويخشون من تحول المستوطنين لأداة في يد حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) لتطبيق قرارات ضم الأراضي الفلسطينية.
أرقام
وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس 726 ألف و427 مستوطنا موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية (غير مرخصة) منها 86 بؤرة رعوية زراعية حتى بداية 2023.
وفي 2022 أقام المستوطنون 12 بؤرة استيطانية في محافظات الضفة الغربية، بينما تمت شرعنة بؤرتين استيطانيتين الأولى متسبيه داني على أراضي بلدة دير دبوان، والثانية متسبيه كراميم على أراضي دير جرير شرقي رام الله.
وتعتزم حكومة الاحتلال (الإسرائيلي) شرعنة 65 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية وتوصيلها بالمياه والكهرباء والبنية التحتية الخليوية وتعزيزها بـ(تدابير أمنية) وفق اتفاق وقعه حزبا الليكود والقوة اليهودية، لتشكيل الائتلاف الحكومي (الإسرائيلي).
ومن أبرز المستوطنات بالضفة الغربية معاليه أدوميم إلى الشرق من رام الله وتعد أكبر التجمعات الاستيطانية، يليها تجمع غوش عتسيون بين محافظات القدس والخليل وبيت لحم، وثالثها أصبع أرئيل الاستيطاني شمالي الضفة.
وتشير المعطيات إلى أن سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) صادقت أيضا على 83 مخططا هيكليا وتفصيليا في الضفة الغربية والقدس، تقضي ببناء أكثر من 8288 وحدة سكنية جديدة.
اعتداءات
شهد عام 2023 منذ انطلاقته تصاعدا في هجمات المستوطنين، حيث يشير تقرير فلسطيني رسمي إلى أن المستوطنين في الضفة الغربية شنوا 130 اعتداء خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، بينها 21 هجوما في ليلة 28 من الشهر ذاته.
وفي 2022 نفذ المستوطنون 1.187 اعتداء، تراوحت بين مشاركة جيش الاحتلال (الإسرائيلي) في اقتحامات للمدن والتجمعات الفلسطينية والاعتداء المباشر على المواطنين وممتلكاتهم.
وكان لمحافظة نابلس (شمال) الحصة الأكبر من تلك الاعتداءات بواقع 417 اعتداء، تلتها محافظة رام الله والبيرة بـ203 اعتداءات، ثم محافظة الخليل بـ172 اعتداء.
وشن المستوطنون 354 عملية اعتداء على أشجار الزيتون، تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 10,291 شجرة.
وتسيطر (إسرائيل) على 75% من الأراضي المصنفة (ج) حسب اتفاقية أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية و(إسرائيل)، بحسب مدير معهد الأبحاث التطبيقية (أريج)، جاد إسحاق، في تصريحات سابقة.
وبرأي إسحق، فإن "عام 2022 كان من أسوأ السنوات منذ 1967 التي مرت على الشعب الفلسطيني جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات، ويبدو أن عام 2023 سيكون أصعب".
حقائق
ويعد الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية مخالفا للقانون الدولي، ويعارضه المجتمع الدولي بما فيه دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وخلال زيارته الأخيرة للمنطقة، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في تصريحات صحافية إن بلاده “ستعارض دائما توسيع المستوطنات وضم الضفة الغربية وتغيير الوضع الراهن”، في الأماكن المقدسة بما في ذلك المسجد الأقصى شرقي القدس.
ووفق اتفاقية أوسلو 2 لعام 1995 تصنف أراضي الضفة الغربية إلى 3 مناطق: (أ) تخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، و(ب) تخضع لسيطرة أمنية (إسرائيلية) ومدنية وإدارية فلسطينية، و(ج) تخضع لسيطرة مدنية وإدارية وأمنية (إسرائيلية).
(الأناضول)