حذر كاتب صحفي ألماني من خروج الحرب الروسية في أوكرانيا عن السيطرة وامتدادها غربا نحو أوروبا، مقللا في الوقت نفسه من أهمية الدعم الغربي المقدم للجيش الأوكراني، لا سيما الدبابات، مؤكدا أنها لن تغير المعادلة.
واستدعى روجر بويز في مقال نشرته صحيفة التايمز فصولا وأحداثا مهمة من حقبة الحرب الباردة، قائلا: "إن الكابوس الأكبر خلال الحرب الباردة كان ألا تسحق جيوش الدبابات الروسية العملاقة جيرانها المباشرين فحسب، بل أن تكتسح أيضا سهول شمال ألمانيا، وتخنق المدن الغربية مثل هامبورغ وتحتجزها رهائن، مما أربك كل حساباتنا حول سلم تصعيد حذر".
وأضاف أن نسخة جديدة من هذا الكابوس تلوح في الأفق.. متسائلا: "هل ستخرج الحرب عن نطاق السيطرة؟".
ولفت روجر إلى أنه في بداية الغزو قبل عام تقريبا، كان الجيش الروسي يرسل حوالي 2600 دبابة عملياتية.
يقدر موقع Oryx على الإنترنت، الذي يسجل الخسائر فقط بعد التحقق من الأدلة الفوتوغرافية، أن 921 دبابة قد دمرت، و124 تضررت أو تم التخلي عنها و534 تم الاستيلاء عليها، بما في ذلك 14 دبابة من طراز T-90 الحديثة التي يستخدمها الجيش الأوكراني الآن.
وذكر الكاتب الألماني أن أوكرانيا بدأت الحرب بـ 453 دبابة، تم تدمير 269 منها، وإعطاب 24، وهجر 16، والاستيلاء على 144، ولا تأخذ هذه الأرقام في الاعتبار التدهور السريع لمدافع الدبابات الروسية عند استخدامها كمدفعية ثابتة. كما أنها لا تشمل الأسلحة الجديدة التي تخرج من خطوط الإنتاج في مصانع اقتصاد الحرب في روسيا.
وشدد روجر على أن الحقيقة هي أنه حتى إذا أوفى الغرب بوعده بتزويد ما مجموعه 200 دبابة أو أكثر بحلول الربيع، فستظل أوكرانيا هي الأضعف، ولن تتغير قواعد اللعبة إلا إذا كنت تؤمن بالمفعول السحري؛ أي أن التكنولوجيا الفائقة والدقة والقوة النارية لدبابات أبرامز، وليوبارد، وتشالنجر لن يكون لها مفعول سحري، ولن تحطم الروح المعنوية الروسية في خط المواجهة.
وتصعد كييف من مطالبها بالمعدات الغربية كمقاتلات F-16 التي يمكن أن تكسر خطوط الإمداد الروسية، ويريد فولوديمير زيلينسكي إدخال عناصر جديدة باستمرار لخداع الروس وإبطائهم. إنه يريد أن يقدم أوكرانيا كحليف بحكم الأمر الواقع للناتو، وبالتالي يوقف الكرملين. لكنه ما زال غير مقنع لأشخاص مثل أولاف شولتز، أو الأهم من ذلك، جو بايدن أن لديه استراتيجية معقولة لطرد بوتين من أوكرانيا. وفق روجر.
ورأى الكاتب أن الولايات المتحدة تُصعد، ولكن على ما يبدو، بهدف محدود هو دفع روسيا إلى طريق مسدود عسكريا يترك الباب مفتوحا أمام إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع بوتين الضعيف، وقد يبدو هذا غريبا للمراهنين ومزعجا للأوكرانيين، لكنه مسار مألوف في السياسة الطبيعية. وفي الوقت نفسه، فإن بوتين غير مستقر مثل اللاعبين السياسيين الآخرين بسبب إدخال دبابات الناتو في حربه وسيختار التصعيد، ربما في أواخر الصيف، من أجل وقف التصعيد.
قال روجر: "إذا بقي بوتين لاعبا عقلانيا، فإن تصعيده لن يشمل استخدام أسلحة نووية تكتيكية. فقد يؤدي ذلك إلى المخاطرة بتحطيم اتفاقه مع الصين وسيؤدي إلى تبديد دعم أو تسامح دول عدم الانحياز مثل الهند".
لكن الكاتب يعتقد أن هناك الكثير من الطرق غير النووية لتصعيد الصراع. يمكنه (بوتين) اعتراض شحنات الأسلحة وهي تشق طريقها عبر غرب أوكرانيا إلى الخطوط الأمامية المختلفة. أصابت صواريخ كروز بالفعل شبكة الكهرباء في البلاد ويمكن أن تسقط خطوط السكك الحديدية. يمكن تخريب مستودعات الأسلحة على الحدود البولندية الأوكرانية.
وحذر روجر من أن الحرب إذا تعثرت فإنها تتحول إلى صراع يستمر لبقية العقد ويؤدي إلى "بلقنة" أجزاء كاملة من وسط أوروبا، مع تصعيد غير نووي لا هوادة فيه وخطير بشكل متزايد يدفع المستثمرين إلى الخروج من القارة ويترك الناتو مرتبكا ومنهكا بدلا من إعادة تنشيطه.
عربي 21