تبذل الأمم المتحدة والإدارة الأمريكية وكل من: الأردن، وقطر، ومصر جهودًا كبيرة لاحتواء التصعيد في الأراضي الفلسطينية، ففي (الضفة الغربية والقدس) هناك مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة بعد سلسلة العمليات التي ضربت الأهداف الصهيونية، وأوقعت خسائر مباشرة في صفوف الجنود والمستوطنين، وفي قطاع غزة تخشى هذه الأطراف من انفجار الوضع مجددًا، واندلاع جولة جديدة من القتال بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي؛ ويأتي حرص هذه الأطراف مع خشيتها من التداعيات السياسية والأمنية حال اشتعال الأوضاع وخروج المشهد عن السيطرة، وتأثر دول المحيط بما يحدث في الأراضي الفلسطينية في وضع إقليمي ودولي متوتر وغير مستقر.
لكن العدوان الإسرائيلي بحق ( الأقصى، والأسرى)، واستمرار الاغتيالات في الضفة الغربية، واستهداف قطاع غزة بين الفينة والأخرى، يجعل فرص نجاح الجهود السياسية ضعيفة للغاية، بل تكاد تكون صفرية؛ لأن العدو الإسرائيلي لم يبدِ استعداده لوقف التصعيد، ولم يقدم أي ضمانات أمام هذه الأطراف، عادًا عملياته العدوانية ضرورية، ومن جانب آخر فإن المقاومة الفلسطينية تنظر بخطورة بالغة لما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وتعد العدوان المتصاعد، والانتهاكات "بحق الأسرى" تطورًا خطيرًا لا يمكن احتماله، وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء، الأمر الذي يفرض ردًا صاعقًا على العدو الإسرائيلي؛ وذلك لردعه وإجباره على التراجع عن عدوانه.
وفي ضوء ذلك أرسلت المقاومة الفلسطينية (تحذيرات ساخنة) لكل الأطراف المعنية، لوضعهم أمام مسؤولياتهم، وإعطائهم فرصة للتحرك في إطار وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا، وإلا فإن المقاومة الفلسطينية لن تتردد في تصعيد عملياتها ضد الأهداف الإسرائيلية، وأكثر من ذلك ربما الدخول في مواجهة شاملة مع العدو الإسرائيلي، لتدفيعه ثمن عدوانه مهما كانت تداعيات هذه المواجهة، لأن استمرار الوضع القائم خطير، وغير مقبول على الإطلاق.
ويمكن القول إن الظروف والأسباب التي فجرت معركة سيف القدس حاضرة اليوم، وإن المحاولات اليائسة لوقف الانتفاضة واحتواء قطاع غزة لن تفلح في خفض نيران المقاومة التي ستبقى مشتعلة حتى تحرق العدو في كل شبر من أرضنا المباركة، فالمقاومة الفلسطينية أمينة ووفية لدماء شعبنا وحامية له في مواجهة العدوان الصهيوني، وبالتالي فإن الحل الأمثل والأقرب لمنع انفجار الأوضاع، هو فقط عبر ممارسة أقصى ضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه الهمجي على الشعب الفلسطيني، وإلا فإن ما يبذل الآن من جهد سياسي هو مضيعة للوقت فقط.
المصدر: صحيفة فلسطين