تواصل سلطات الاحتلال مخططاتها الاستيطانية بحق بلدة سوان في القدس المحتلة، وذلك لأهميتها التاريخية وموقعها الجغرافي المميز كونها الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك.
مخططات الاحتلال لم تتوقف منذ احتلال المدينة عام 1967م، ورغم خطورة هذه المخططات إلا أنها قوبلت بوعي وثبات مقدسي منقطع النظير.
تطهير عرقي
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، على أن سلطات الاحتلال تحاول تنفيذ أوسع عملية تطهير عرقي بالقدس المحتلة.
وأوضح عبيدات أن نتنياهو يطلق يد بن غفير وسموترتش لفعل ما يخططون له، لافتا إلى حكومة الاحتلال تجري حاليًا عملية تطهير عرقي بحي سلوان لتهجير المقدسيين.
وأشار إلى أن الاحتلال يخطط لإقامة أكبر منطقة عسكرية على جبل المكبر للسيطرة على باقي مدينة القدس، مبينا أن حكومة الاحتلال تنفذ سياسات التهويد على قاعدة "القضم بالتدريج".
عزيمة لا تنكسر
كريم أبو تايه، صاحب أحد المنازل المهدومة في سلون في الأيام الماضية أكد على أن الاحتلال يهدم منازل المقدسيين بذريعة عدم الترخيص، موضحا أن الاحتلال لا يسمح للمقدسيين في بلدة سلون بالترخيص.
وشدد أبو تايه على أن سلطات الاحتلال لن تستطيع كسر عزيمة وإرادة المقدسيين، رغم مساعيها الحثيثة لتهجير أهالي سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وفي تطور خطير، قالت لجنة بطن الهوى إن محكمة الاحتلال المركزية رفضت تجميد قرارات أوامر إخلاء البيوت في منطقة بطن الهوى في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة.
وأكدت اللجنة خطورة رفض محكمة الاحتلال تجميد قرار الاخلاء، وقرارها إخلاء المبنى الذي يعود لعائلة شحادة، والتي تتكون من خمسة عائلات ويسكن فيها أكثر من ٣٥ مواطنا.
وأشارت إلى خطورة هذا القرار لأنه سينطبق على جميع العائلات في منطقة أي87 عائلة وأكثر من 700 شخص.
وأوضحت أن القاضي الذي سيقوم بالنظر في استئناف المحكمة العلياء في الأيام القريبة ميوله متطرفة ضد الفلسطينيين وهو مستوطن ومعروف في قرارته السلبية والمتعسفة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
كما طالبت اللجنة من جميع وكالات الأنباء والصحافة التحرك على مستوى عالي، وداعية الأهالي وكل أحرار شعبنا للقيام بوقفات احتجاجية ضد أوامر الإخلاء والتصدي لها.
هدم متواصل
ويتهدد 6 أحياء في سلوان خطر هدم منازلهم بالكامل، بدعوى البناء دون ترخيص، أو بإخلائها وطرد سكانها لصالح الجمعيات الاستيطانية.
وعبر سنوات خلت سلمت طواقم بلدية الاحتلال 6817 أمر هدم قضائي وإداري لمنازل في أحياء البلدة، بالإضافة إلى أوامر إخلاء لـ53 بناية سكنية في حي بطن الهوى لصالح المستوطنين.
وتعد بلدة سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك ومحرابه، حيث يحاول الاحتلال اقتلاع السكان منها من خلال مصادرة البيوت أو هدمها والاستيلاء على الأراضي واستهداف مقابرها، حيث يحاول اليوم تخريب مقبرة باب الرحمة وتجرفيها.
ويتهدد خطر الإخلاء والهدم كامل حي البستان في سلوان، لإقامة حديقة على أنقاض المنازل، بعد رفض كافة المخططات الهيكلية التي قدمت لترخيص الحي بأكمله.
كما يهدد خطر الإخلاء نحو 300 منزل فلسطيني سواء في حي بطن الهوى ببلدة سلوان أو في حي الشيخ جراح، إلى جانب تسهيلات حكومة الاحتلال أمام تسجيل الأراضي للمستوطنين في القسم الغربي في حي الشيخ جراح، بادعاء أنهم يملكون أراضي في المنطقة قبل عام 1948.
وخلال عام 2022 نفذت قوات الاحتلال (306) عمليات هدم وتجريف في القدس المحتلة، وسلمت ما يزيد عن (220) قراراً وإخطاراً بالهدم.