قال خالد زبارقة المحامي في الداخل المحتل وعضو لجنة إفشاء السلام، إإن الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) من خلال خطابها تبدو كأنها عاجزة عن مكافحة العنف والجريمة المنظمة في المجتمعات العربية لكنها في الحقيقة شريكة مباشرة في تغذية هذه الجريمة.
وأشار إلى أن الحالات التي كشفت عنها أجهزة الاحتلال قليلة جدا لذر الرماد في العيون وإظهار أن الاحتلال يعمل لمكافحة العنف.
ويبدو أن هذا ما استنتجه لجنة إفشاء السلام وبناء عليه، -كما يلفت زبارقة- تهدف هذه اللجان إلى توعية المجتمع العربي ليعود إلى عاداته وتقاليده العريقة وهندسة الوعي لديه ومحاربة الوسائل (الإسرائيلية) التي تسعى لتفكيك المجتمعات العربية.
وكانت هناك عدة سياسات استخدمتها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة، فقد وظفت الجريمة والسلاح بعد انتفاضة الأقصى عام 2000 ولذلك نشرت آفة القتل من خلال تشجيع حمل السلاح والانخراط في المنظمات الإجرامية وكأنه جزء من تفريغ الطاقات وشكل من أشكال البطولة، لذلك فهي مشكلة وعي صاغته (إسرائيل) على طريقتها كما يشرح زبارقة.
ما يفعله مشروع إفشاء السلام هو محاولة إعادة المجتمع العربي إلى قيمه الإسلامية والوطنية والعربية الأصيلة وتعزيز تماسك النسيج الاجتماعي والاحترام المتبادل بينه.
وأعرب زبارقة عن أمله في أن يؤتي هذا المشروع في أكله في تغيير الوعي، وتغيير الخطاب العربي الاجتماعي على كل المستويات العمرية في الداخل الفلسطيني.
وقد بدأت حملة إفشاء السلام من مدينة طمرة، في أكتوبر الماضي، ووصلت إلى القدس لجمع تواقيع المصلين في مسجد القبة المشرفة، على وثيقة مليونية لإفشاء السلام في أراضي الـ48 المحتلة، برئاسة الشيخ رائد صلاح.
وتعتمد الحملة في التوعية من خلال عقد الندوات وورش العمل لطلاب المدارس حيث عقدت العشرات منها في مدن الداخل منذ بداية العام، كما أشرفت على احتفالات توقيع سلام في أكثر من خمسين بلدة عربية، كما أسست عدة لجان للعمل في سبعين بلدة، وأطلقت مسيرتين للدراجات النارية جابت 20 بلدة؛ لإيصال رسالة السلام بين المجتمعات العربية المسيحية والإسلامية.
في جريمة إطلاق نار جديدة بالداخل المحتل قُتل الشقيقان علي وخالد السعدي (31 و28 عاما) من مدينة الناصرة فجر الجمعة، حيث قال شهود عيان إن القتلة دخلوا منزل الشقيقين متنكرين بلباس شرطة فقتلوا الشقيقين وفروا من المكان وهم يطلقون عيارات نارية تحذيرية بالهواء.
وبعدها بساعتين قُتل الشاب همام أحمد أبو زرقة مصاروة (20 عاما) من عارة، وأُصيب آخر، إثر تعرّضهما لإطلاق نار في جريمة أخرى شهدتها مدينة أم الفحم، مساء الجمعة كذلك، ليكون بذلك القتيل الثالث في المجتمع العربيّ خلال ساعات.
أما جريمة قتل الشقيقين فهي التاسعة منذ بداية العام في المناطق المحتلة عام 48 التي تشهد تصاعدا خطيرا ومستمرا في أحداث العنف والجريمة، ويتهم فلسطينيو الداخل المحتل الشرطة (الإسرائيلية) بالتقاعس عن القيام بعملها للحد من أعمال العنف والجريمة بين العائلات العربية.
وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، خلال عام 2022، 109 قتلى بينهم 12 امرأة؛ وفي عام 2021، تم توثيق أكثر من 111 جريمة قتل في المجتمع العربي في رقم قياسي غير مسبوق.