اجتمع أهالي القرية لانتظار جثمان عبد الله قلالوة، في بلدة الجديدة جنوب جنين، الشهيد الجديد الذي ارتقى على حاجز حوارة، ثم رقد في مستشفى رفيديا ليكون الشهيد الـ 21 منذ بداية العام في جنين وحدها.
نهج واضح لحكومة (إسرائيلية) فاشية، اعتقادا منها أنها ستردع الفلسطينيين حينما تغتال أكبر عدد منهم على الحواجز.
تقول والدته: "كنا في زيارة إلى رام الله، ذهب معنا، ولم نستطع أن نأخذه في نفس السيارة، فركب للحاقنا سيارة أجرة، ووصلنا إلى رام الله، فقالوا لنا إن هناك عملية على حاجز حوارة".
تتابع الأم: "قلبي وقف، لأني لم أعد أشعر بالأمان حين التنقل من بلاد لبلاد، وكلم ابني إبراهيم زميلا له في إحدى الإذاعات ليسأل عن الحدث؛ لأن عبد الله لم يرد على الجوال منذ أن سمعنا بخبر الشهيد على الحاجز".
وتكمل: "اتصل زميل ابني إبراهيم وقال إن الشهيد اسمه عبد الله، فرد: هذا أخوي".
لم يكن عبد الله كثير التنقل والخروج، أنجب ولده زين قبل شهر، الاسم الذي تنوي الأم تغييره لعبد الله اليوم، لأنها لا تريد أن يغيب الاسم عن مسامعها وإن غاب صاحبه.
خيّم الحزن على عائلة الشهيد في قرية الجديدة، واجتمعت العائلة لتودع ابنها الوداع الأخير وهي تستذكر الرحلة الأخيرة لزيارة قريب لهم في رام الله، وكيف تحولت إلى عزاء، وكيف ينام زين ابن الشهر في حضن جدته وقد كتب عليه بأن يكمل الطريق وحيدا.
تضيف الأم وهي تشير إلى حفيدها: "هذا ليس زين، إنه عبد الله، وسأربيه كما ربيت أباه، وسيكون حنونا مثل أبيه".
ويقول عمه في لحظة الحزن: "نحتسب عبد الله شهيدا، لقد كان شابا يحلم ككل الشباب بأن يعيش حياة طبيعية، لكن هذا الاحتلال لا يريد منا أن نعيش حياتنا".
ويشير العم إلى أن "عبد الله كان محبوبا عند الجميع، وأعدمه الاحتلال بشكل مقصود ممنهج".
الشهيد قلالوة، موظف في دائرة تسوية الأراضي، وهو مسؤول حركة الشبيبة في قرية الجديدة، وشقيقه هو إبراهيم قلالوة الذي يعمل في هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وسمع رواية الاحتلال الكاذبة بأن عبد الله حاول اختطاف سلاح أحد الجنود.
تلك الرواية الكاذبة للاحتلال عن كل مرة جريمة يرتكبها، تبريرا لكل عملية اغتيال بدم بارد تنفذ على حاجز حوارة تحديدا؛ حيث يسهل القتل هناك.
الإعدام على حاجز حوارة بات عادة يتلذذ الاحتلال بممارستها، (بلال رواجبة، وعمار مفلح، وأحمد دراغمة الضابط في المخابرات الفلسطينية) وأسماء كثيرة تعكس تاريخا طويلا من الإعدام الممنهج على الحواجز.
بدورها، زفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء الجمعة، الشهيد عبد الله قلالوة، وقالت في بيانها الصحفي: إنها تزف الشهيد عبد الله سميح أحمد قلالوة (26 عاما)، من قرية الجديدة جنوب جنين، الذي ارتقى بنيران قوات الاحتلال عند حاجز حوارة بمدينة نابلس.
وأكدت أن نزيف دم الشهادة الطاهر في أرجاء الوطن سيكون وقوداً لانتفاضة شعبنا في وجه عدوان الاحتلال وإجرامه، ودفاعاً عن القدس والأقصى المبارك.