طالبت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية الدول والمنظمات الدولية ومنظمة التحرير الفلسطينية بإغاثة المهجرين الفلسطينيين المتضررين جراء الزلزال والعمل على رفع المعاناة عنهم، وتقديم العون العاجل لهم، وتوفير الدعم اللازم لمواجهة هذه الكارثة.
ودعت مجموعة العمل في بيان لها، اليوم الأربعاء، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى تقديم خدماتها ومساعداتها المادية العاجلة للاجئين الفلسطينيين المهجرين إلى مناطق الشمال السوري، والتوقف عن استثنائهم من مساعداتها، علماً بأنهم يقيمون ضمن مناطق عملياتها الخمس.
وأعربت مجموعة العمل عن تضامنها وتعازيها للشعب التركي والسوري والفلسطيني بالكارثة التي ألمت بهم، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والسلامة للمفقودين والعالقين تحت الأنقاض.
وأشارت المجموعة إلى أن الزلزال والهزات الارتدادية أصابت ثلاث مخيمات فلسطينية في سورية، وهي مخيم الرمل في اللاذقية ومخيمي النيرب وحندرات في حلب، إضافة إلى تجمعات ومخيمات المهجرين الفلسطينيين شمال سورية.
وأكدت أن حصيلة الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سورية بلغت حتى لحظة كتابة هذا البيان، 29 لاجئاً فلسطينياً وعشرات المصابين غالبيتهم من الأطفال، وصفت جراح بعضهم بالخطيرة.
وأوضحت أن فرق الإنقاذ انتشلت حتى الآن ثمانية جثامين من مخيم الرمل، وطفلان في مخيم النيرب، ولاجئ في مخيم العائدين بحمص، كما قضى 18 فلسطينياً على الأقل في الشمال السوري، غالبيتهم من الأطفال فيما لا تزال العديد من العائلات الفلسطينية في عداد المفقودين.
ويعيش في الشمال السوري قرابة 1700 عائلة فلسطينية مهجرة من مخيم اليرموك ومناطق جنوب دمشق أوضاعاً كارثية، في ظل تراجع الدعم الإنساني وغياب المؤسسات المعنية باللاجئين الفلسطينيين كوكالة الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وقضى 32 لاجئاً فلسطينياً من سورية جراء كارثة الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا أول أمس، الذي خلّف آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين ودمار كبير في عدد من المناطق جنوب تركيا وشمال سورية، واستطاعت المجموعة توثيق ضحايا فلسطينيي سورية مع الإشارة إلى أن العدد قابل للزيادة في أي لحظة.
وفي اللاذقية، قال مراسل مجموعة العمل إن العديد من العائلات الفلسطينية ما تزال تحت أنقاض المباني المدمرة بسبب الزلزال، ويشير إلى أن ضعف فرق الدفاع المدني ونقص معدات رفع الأنقاض من أبرز أسباب تأخر عمليات الإنقاذ، كذلك الطقس السيء ونزول المطر عطل العديد من أعمال انتشال المفقودين والضحايا من تحت الركام.
ووصلت إلى مجموعة العمل العديد من النداءات لإنقاذ حياة العديد من الأهالي ما يزالوا تحت الأنقاض من بينهم، محمد أبو كف" وزوجته وطفلين وأهله، وعائلة رنو والكردي وغيرهم من سكان المنطقة.
وقالت وكالة الأونروا إن 300 لاجئ فلسطيني من أهالي مخيم الرمل قضوا الليلة في مدرسة تابعة لها بالمخيم لأن منازلهم ليست آمنة أو مستقرة، وذلك خوفاً من انهيارها جراء هزات ارتدادية بعد يوم من قضاء الآلاف منهم 13 ضحية وعشرات الجرحى في مخيم الرمل بسبب زلزال ضرب تركيا وسورية.
كما أشارت الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين إلى أنها فتحت مدرسة لإيواء 570 شخصاً من سكان مخيم الرمل، ممن يخشون العودة إلى منازلهم.
أما في تركيا، أفادت مجموعة العمل أن عشرات العائلات الفلسطينية السورية مشردة في شوارع مدن الجنوب التركي المصابة بالزلزال وخاصة أنطاكيا، وذلك بعد فرارهم من منازلهم المستأجرة خوفاً من وقوعها أو لأنها مدمرة بسبب كارثة الزلزال التي أصابت عدة مناطق جنوب تركيا وشمال سورية وخلّف آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين ودماراً كبيراً في الممتلكات.
وقالت إن العائلات قضت ليلتها في شوارع أنطاكيا بلا مأوى وسط برد شديد، ووصف حالهم بالمأساوي حيث فقد العديد منهم ممتلكاته وحاجياته وهم بأمسّ الحاجة للطعام والشراب والملابس، فيما وجد عدد منهم النوم السيارات ملاذاً آمناً لهم.
وأضافت أن العديد من اللاجئين الفلسطينيين مفقودين تحت أنقاض المباني المدمرة وأن فرق الإنقاذ لم تستطع الوصول إليهم حتى الآن، وأشار أن الاتصالات مقطوعة بين العائلات وذويها خارج المنطقة وهو ما استدعى توجيه مناشدات عديدة عبر مجموعة العمل ومواقع التواصل الاجتماعي للوصول إليهم.
ووجهت نداء مناشدة للمنظمات والمؤسسات الدولية والفلسطينية بتقديم العون للمشردين، وتأمين مأوى لهم يقي أطفالهم برد الشتاء ويوفر لهم القليل من الأمان بعد ليلة كارثية عاشها آلاف السكان من الأتراك والسوريين والفلسطينيين جنوب تركيا وشمال سورية.