تجري مصر محادثات مكثفة لمنع تصعيد محتمل بين (إسرائيل) والفلسطينيين في شهر رمضان المقبل، في ظل الأوضاع المتوترة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
قال مسؤولون إن مصر كثفت جهود الوساطة بين الاحتلال (الإسرائيلي) والفلسطينيين في محاولة لوقف التصعيد في القدس والضفة الغربية المحتلة ومنع انتشاره إلى قطاع غزة، قبل حلول شهر رمضان.
واستضافت القاهرة، الأسبوع الجاري، قادة من حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي. وبحسب المسؤولين، فإن محادثات أجريت مع ممثلين لـ(إسرائيل) في وقت سابق.
وتسارعت وتيرة أعمال التصعيد في الضفة الغربية، التي تصاعدت العام الماضي مع تكثيف (إسرائيل) لاعتداءاتها ومداهماتها في الضفة الغربية، منذ أن أدت الحكومة (الإسرائيلية) اليمينية المتشددة اليمين يوم 29 كانون الأول/ ديسمبر 2022.
وقال مسؤولان مصريان لوكالة (رويترز)، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما، إن القاهرة تعتقد أن الوضع قد يخرج عن نطاق السيطرة، لا سيما بالنظر إلى الحساسيات الفلسطينية بشأن القيود (الإسرائيلية) على الوصول إلى القدس خلال شهر رمضان، الذي يبدأ في أواخر آذار/ مارس 2023.
وأضاف المسؤولان أن مصر أرادت من الولايات المتحدة أن تناشد (إسرائيل) المساعدة في الحد من تصعيد العدوان. ومن جهتها، وجهت مصر مناشدة إلى حركة الجهاد الإسلامي التي ترفض الاتصال المباشر مع (إسرائيل).
وقال مسؤول فلسطيني لوكالة (رويترز) إن "المصريين قلقون أكثر من أي وقت مضى من احتمال حدوث مواجهة مسلحة في 2023 وهم مدركون أنه لربما سيكون من الصعب تقييد أفعال بعض الوزراء في الحكومة المتطرفة في (إسرائيل)". وأضاف أن "مصر تفهم أنه إذا ما انفجرت الأوضاع في الضفة الغربية فإنها ستشعل فتيل انفجار في غزة أيضا".
وشنت (إسرائيل) آخر عدوان استمر 56 ساعة على غزة في آب/ أغسطس 2022 ضد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفي العام السابق ضد حماس.
واتهم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، داوود شهاب، (إسرائيل) بمحاولة تغيير (الوضع الراهن) في الضفة الغربية والقدس، في إشارة إلى خطة الحكومة الجديدة لتوسيع المستوطنات اليهودية وما يعتبره الفلسطينيون تعديا يهوديا على موقع متنازع عليه في مدينة القدس.
وقال شهاب إن الحركة أبلغت مصر أنه "لا أحد سيستطيع أن يضبط نفسه إذا ما استمرت الاستفزازات (الإسرائيلية) خلال شهر رمضان المبارك، وحدها المقاومة هي القادرة على لجم العدوان (الإسرائيلي)".
إلى ذلك، التقى وفد من قيادات حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية، برئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، في العاصمة المصرية القاهرة، الخميس، ودار نقاش معمق حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بحسب بيان للحركة.
وضمّ الوفد كلا من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، وعضو المكتب السياسي للحركة المهندس روحي مشتهى.
وذكر بيان صادر عن الحركة، استعرض وفد حماس المخاطر والتحديات الجارية في ظل أوضاع حكومة الاحتلال الحالية، وكيفية مواجهتها بهدف حماية الشعب الفلسطيني، ورؤية الحركة بشأن التعامل مع هذه المستجدات، وسبل تعزيز صمود الفلسطينيين ونضالهم المشروع.
وبحسب البيان، عبر الوفد عن تقديره واعتزازه بالدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وجهود القاهرة المتواصلة لاستعادة الشعب الفلسطيني وحدته، مشددا على ضرورة تعزيز العمل المشترك والدور المصري في قيادة العمل العربي لصالح الأمة وقضاياها وهمومها.
وبحث الوفد أيضا تطوير التعاون المستمر مع مصر والتنسيق المشترك وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه ومقدساته، مشيرا إلى معاناة الأسرى في السجون (الإسرائيلية)، وضرورة مواجهة الإجراءات المتصاعدة بحقهم وما يتعرضون له من سياسات جديدة، بحسب البيان.
ووضع الوفد القيادة المصرية في صورة الأوضاع الجارية في قطاع غزة، ونتائج الحصار على القطاع وسبل تخفيفه وإنهائه.
من جانبه، شدد الجانب المصري على استمرار وقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني واستعادة وحدته ونيل حقوقه، مؤكدا على استمرار العمل المشترك لتحقيق هذه الأهداف ومواجهة التحديات المختلفة.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة (العربي الجديد) أن زيارة وفد حركة الجهاد الإسلامي والتي استمرت لثلاثة أيام فشلت في تحقيق أي اختراق حقيقي لأزمة التصعيد التي تشهدها الأراضي المحتلة، وسط حالة استياء مصري.
وبحسب معلومات حصلت عليها (العربي الجديد)، فإن هناك حالة من الاستياء لدى القاهرة بسبب التصعيد (الإسرائيلي) الذي يصفه المسؤولون المصريون (بغير المبرر)، في الوقت الذي بدأ المسؤولون في جهاز المخابرات العامة الوساطة الجديدة التي تأتي بتنسيق مصري أميركي، في أعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للقاهرة.
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي في بيان عقب اختتام زيارة وفدها للقاهرة أن "موقفها الثابت في مواجهة العدوان على شعبنا وأرضنا".
المصدر: عرب 48