من الواضح أن حكومة الاحتلال (الإسرائيلية) المُتطرفة تدفع بشكل غير مسبوق باتجاه هدم منازل المقدسيين والانتقام منهم وتهجيرهم، في ظل تصاعد عمليات المقاومة في مدينة القدس والضفة المحتلتين.
وزعم وزير أمن الاحتلال الداخلي المتطرف "إيتمار بن غفير" في تغريدة له على تويتر، أنه مُصرّ على تنفيذ عملية واسعة النطاق في بلدات شرقي القدس على غرار عملية اجتياح الضفة عام 2002 (السور الواقي 2)، وسيطرح اعتقال 150 فلسطينيًا والقيام بخطوات أخرى، بينها محاصرة حي العيسوية الذي خرج منه منفذ عملية القدس الأخيرة.
والجمعة الماضي، نفذ الشهيد قراقع عملية دهس في حي "راموت" الاستيطاني شمال غرب القدس، أدت إلى مقتل 3 مستوطنين وإصابة آخرين.
وذكر "بن غفير" أنه سيواصل عملية هدم نحو 200 منزل في شرقي القدس بزعم أنها "غير قانونية"، يأتي ذلك بعدما قالت القناة "12" العبرية أمس أن سلسلة العمليات الأخيرة التي نُفذت في القدس، على يد ناشطين مقدسيين أفقدت المستوى السياسي (الإسرائيلي) صوابه.
وأخطرت محكمة الاحتلال مساء أمس السبت، ستة مقدسيين بإخلاء منازلهم في بلدة جبل المكبر جنوب القدس، وطالبت بضرورة إخلائها تمهيدا لهدمها.
وحسب لجنة المتابعة في جبل المكبر فإن 800 وحدة سكنية مهددة بالهدم في البلدة، كما تخطط سلطات الاحتلال لبناء مراكز تجارية و500 وحدة سكنية ضمن عمارات مشتركة تحوي عدة عائلات.
ويمكن القول إن تصعيد عدوان الاحتلال بهدم المنازل وحملات المداهمة والاعتقال سيؤدي إلى المزيد من التوتر في عموم مدينة القدس وستشتعل المدينة في وجه الاحتلال، خاصة أنها تأتي كإجراءات انتقامية من عائلات منفذي العمليات الفدائية، وهي محاولات فاشلة أمام صمود ومقاومة شعبنا، ولن تفلح هذه السياسة في وقف عمليات المقاومة.
ويؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن سلطات الاحتلال تصعّد من عمليات هدم المنازل في القدس المحتلة، بسبب المعضلة التي تواجهها في ظل تصاعد عمليات المقاومة.
ويوضح الهدمي في حديثه لـ "الرسالة" أن الاحتلال ينظر للمدينة المقدسة على أنها ثغرة أمنية تسبب له الضربات في العمق، لذلك يعمل على تهجير سكانها لبناء البؤر الاستيطانية تحت ذرائع أمنية.
ويضيف أن كل محاولات الاحتلال لا يمكن أن تثني شعبنا عن مقاومته، لا سيما أنه أصبح مقتنعا تماماً أنه لا سبيل للتفاوض مع هذا المحتل المتطرف، ولن يتنازل عن الاستقلال والكرامة والحرية.
ويبين أن السياسة التي يتبعها الاحتلال تدفع شعبنا إلى مواصلة المقاومة وتمثل سكب الزيت على البنزين، ولن تفلح في تمرير مخططاته بحق سكان مدينة القدس.
ويشير إلى أن القدس باتت تمثل حجر عثرة يؤرق الاحتلال، بدليل تصريحات قادة الاحتلال التي عكست حالة التخبط والفشل وعدم فهم الواقع والخشية من فقدان السيطرة على القدس.
ويعتقد رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في أبو ديس، بسام بحر، أن هدم المنازل يأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي ومصادرة الأراضي التي بدأها الاحتلال ضد أهالي مدينة القدس في السنوات الأخيرة.
ويوضح بحر في حديثه لـ "الرسالة" أن الاحتلال يتذرع بحجج أمنية و"البناء بدون ترخيص" لهدم المنازل واستهداف المقدسيين، في ظل تصاعد عمليات المقاومة، إلى جانب تصعيد الاعتقالات ضد أهالي القدس.
ويبين أن حكومة نتنياهو المتطرفة تسعى إلى السيطرة على مدينة القدس بالقوة ودفع سكانها إلى الهجرة بعد التضييق عليهم، ويبدو أنها لم تتعلم من معركة الشيخ جراح والبوابات الإلكترونية وغيرها من المعارك التي تصدى لها أهالي القدس بصدورهم.
ويلفت إلى أن كل هذه المخططات ستنقلب على الاحتلال وحكومته وتدفع إلى المزيد من حالة الانتقام والدفاع عن الأرض والمقدسات.