أكدت شخصيات عربية، أن كل المساعي الدولية والإقليمية لجعل (إسرائيل) كيانا طبيعيا في المنطقة، عبر محاولات دمجها في الاتحاد الأفريقي وغيره، لن تنجح في وضع الاحتلال على خارطة التاريخ أو الجغرافيا، وفق تعبيرها.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ(الرسالة نت) مع شخصيات من أقطار عربية متعددة، رفضًا لسعي الاحتلال الانضمام إلى الاتحاد الأفريقي كعضو مراقب في الاتحاد خلال القمة المقرر عقدها بين 15 إلى 19 فبراير الجاري بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.
عدو أبدي!
اللواء محمد آدم عربي رئيس رابطة إعلاميون لأجل القدس بالسودان، أكد أن قضية فلسطين هي عقيدة دينية وسياسية وأخلاقية، قائلا: "السودان وأهله تعلقوا بالقضية الفلسطينية ما قبل حرب 48".
وأضاف عربي لـ"الرسالة نت" أن السودان لم يتخل يوما عن القضية وتضامن دائما مع كل الجراحات التي مر بها الشعب الفلسطيني".
وأوضح أنّ التحول الذي حصل هو رئاسي وحكومي لكن شعب السودان لا زال يعتبر أن قضية فلسطين هي قضيته الأولى التي لن يحيد عنها.
وتابع: "ستزول الحكومات لكن لن تزول الشعوب التي تؤمن بحتمية تحرير فلسطين يوما ما".
وذكر عربي أن خدمة المطبعين للاحتلال للانضمام في الاتحاد الافريقي، "جريمة لن يقبلها الشعب السوداني ولن يغفرها، ولن تنجح في إضفاء شرعية تاريخية أو سياسية له في القارة السوداء".
كيان زائل
من جهته، قال النائب الأمين العام لهيئة علماء السودان عثمان محمد النظيف، إنّ بعض المكونات ترى أن القضية الفلسطينية تشكل عقبة أمام توجهاتهم، موضحا أن القوى السياسية في السودان، لم يحدث لديها تحول تجاه الموقف من القضية الفلسطينية كما أن الشعب السوداني لا يزال أمام سيولة من الأحداث نتاج التحول الأخير.
وانضم حكام الخرطوم في كانون الثاني/يناير 2021، إلى "اتفاقات أبراهام" أو "الاتفاقيات الإبراهيمية" التي صاغتها واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد سلسلة من الاتصالات والمحادثات التي شاركت فيها الخرطوم وتل أبيب وجرت بوساطة أمريكية وإماراتية مكثفة.
وأكد في تصريح خاص ب(الرسالة نت) أن "شعب عاصمة اللاءات، لن يرتضي على نفسه أن يكون محللا أو تيسا مستعارا لعبور الاحتلال للقارة السوداء".
وذكر أن الاتحاد الأفريقي يصبح شريكا فعليا في أي جريمة يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والإنسانية جمعاء، ومسؤول تاريخيا وقانونيا وسياسيا عن جرائم المحتل.
براءة تاريخية!
بدوره، وصف عزيز هناوي الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع وعضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، دمج الاحتلال بالاتحاد الأفريقي، اشتراك مباشر في جرائمه.
ورفض هناوي في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" قبول عضوية الاحتلال بالاتحاد، معتبرا إياه "حصادا مشؤوما لمسيرة من جرائم التطبيع الممنهجة مع بعض الدول العربية والأفريقية".
وأكد رفضه قبول التطبيع تحت أي ذريعة، قائلا: "لا يمكن لاحتلال إرهابي أن يكون حامي الحمى للوحدة الترابية الافريقية أو منقذا اقتصاديا لها، بل سيكون ناهبا لخيراتها".
ووصف هناوي التطبيع بـ"السقوط الحتمي أخلاقيا وحضاريا"، مضيفا: " ما يجري هو خيانة واضحة المعالم، وخارج مقتضيات عنوان رئاسة الاتحاد أولا أو حتى لجنة القدس باعتبارها مسؤولية عظمى في رقبة المغرب أمام شعوب العالم".
وخاطب هناوي الشعب الفلسطيني بالقول: "أعلموا أننا أبرياء مما جرى ويجري باسم التطبيع".
وأكدّ هناوي أنّ الشعوب العربية بكل اطيافها ترفض التطبيع، "رفضناه عام 95 حين كان اتفاق أوسلو، فكيف اليوم وقد أقتربت (إسرائيل) من الانهيار".