أكدّت شخصيات عربية وإسلامية، أن "ثأر الأحرار" غيرّت المعادلات المتعلقة بالمواجهة مع الكيان، وفرضت انتصارا سياسيا ومعنويا وعسكريا على الاحتلال.
جاء ذلك في تصريحات خاصة بـ(الرسالة نت)، تعليقا على انتصار المقاومة في جولة "ثأر الأحرار".
وعدّ الرئيس التونسي السابق د. المنصف المرزوقي، ما حدث في غزة بـ"الصمود التاريخي"، مضيفا: " الشعب الفلسطيني قدوة الامة في الوقوف امام كل الصعاب ورفع كل التحديات".
من جهته، قال حمود كبور الباحث في الشأن الفلسطيني والأمين العام للائتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين، إن المقاومة قدمت للأمة مجداً وعزاً وكرامة، بينما قدم الآخرون ذلاً وهواناً واستسلاماً.
وأضاف كبور في تصريح خاص بـ(الرسالة نت)، "المقاومة الشريفة لم تتخلى عن شعبها ولم تستسلم للهيمنة الصهيونية وتعرف وتثق أن الحق لا يسقط بالتقادم وأنه ما ضاع حق وراءه مطالب".
وأكدّ أن الشعب الفلسطيني، بتماسكه ووحدته مثل صخرة تحطمت عليها كل أحلام الكيان، ومشاريعه ومخططاته، وقدّم للعالم أسمى آيات الصمود والصبر أمام آلة القتل، ورفض رفع راية الاستسلام للصهاينة".
وشددّ على أن الفلسطينيين صامدون على أرضهم، ومستعدون لتقديم التضحيات لاستعادة كرامتهم وإقامة دولتهم.
من جانبه، أكدّ أمين عام حزب الوحدة الشعبية سعيد ذياب، أنّ المقاومة الفلسطينية سطرّت ملحمة بطولية جديدة، أثبتت فيها من جديد أن الاحتلال مجرد بالون منفوخ، وأن الحاق الهزيمة المدوية به هي ممكنة.
وقال ذياب لـ(الرسالة نت):" الاحتلال نصبّ نفسه شرطي المنطقة لسنوات طويلة، بموافقة واذعان عربي، أما اليوم تجرأت المقاومة مرارا وتكرارا لضربه في عمقه السياسي بالقدس، والاقتصادي في تل أبيب، في رسائل إهانة مسّت كبريائه".
وذكر أن أداء المقاومة أحرج عديد الأطراف بالمنطقة التي اعتقدت لوقت قريب أن الاحتلال لا يمكن المساس فيه.
وأوضح ذياب أن هذا الأداء يفرض على جميع الأطراف العمل على توفير مظلة حقيقية لدعم وإسناد المقاومة في فلسطين.
أمّا الدكتور هشام توفيق، الكاتب والباحث المغربي المتخصص في القضية الفلسطينية، فوصف ثأر الأحرار بأنها معركة "جماعية التصور، تشاركية الميدان، ذكية الاستراتيجية، جديدة التكتيك والخطط".
وأوضح توفيق في تصريح خاص بـ(الرسالة نت) أنّ الاحتلال حاول توظيف المعركة، في سياق تبايناته الداخلية.
ورأى أن العدوان عكس مرحلة فشل التطبيع في المنطقة، واخفاقه عن صناعة فضاء يوفر له الحماية من التهديد الخارجي والداخلي.
وأوضح أن العدوان يأتي في سياق تصاعد المقاومة وبوادر استعدادها لمعركة كبرى فضلا عن تصاعد قوة ردعها، وللكيان الصهيوني غاية من هذه الحرب وهي قطع شريان غزة عن الضفة.
وبينّ ان الاحتلال يخاف من علاقة بنيوية استراتيجية بين غزة والضفة، والتي ساهمت في صناعة البؤر المسلحة المنظمة في الضفة، استعدادا للخروج بقوة أثناء فتح معركة كبرى مثل "سيف القدس"، يساهم فيها كل فلسطيني في الداخل والضفة وغزة وحتى خارج فلسطين.
وأكدّ توفيق أنّ الاحتلال لم ينجح في تشتيت صف المقاومة ولا الاستفراد بالجهاد الإسلامي وزاد الصف الفلسطيني تماسكا، بل قلبت المقاومة الطاولة على الكيان الصهيوني وقوضت إنجازاته المتوقعة بالاغتيالات.