في ساحات الأقصى وباب العامود، وفي كل حي وزقاق من بلدات القدس ومخيماتها، ينبت جيل جديد لا يرى في إسرائيل إلا عدواً لن يهزم الا بالمقاوم والجهاد.
يقتدي هذا الجيل بكل شهيد ومقاوم، ويتغنى بمنفذي العمليات الفدائية أمثال عدي التميمي، وخيري علقم، وفادي أبو شخيدم، ومصباح أبو صبيح، وغيرهم الكثير من أبطال القدس وفلسطين.
ولأن حماس، هي رأس حربة المقاومة التي خاضت المعارك لأجل القدس والأقصى، يؤكد فتية المدينة المحتلة أنهم حاضنة لها وأشبال في عرينها وماضون على دربها.
تغذي روحهم المقاتلة وعنفوانهم، مشاهد الظلم الصهيوني وضرب جنود الاحتلال للأطفال والنساء واقتحام المنازل والتنكيل بالفلسطينيين لتكون دافعاً لهم للثأر.
*قلق صهيوني*
وأكد الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، أن الاحتلال الصهيوني قلق من اتساع الحاضنة الشعبية والتفافها حول المقاومة الفلسطينية.
وقال القيق إن الاحتلال يعيش حالة من التخبط، نتيجة ارتفاع أعمال المقاومة في الضفة، ويخشى من الجيل الفلسطيني المتمسك بهذا الخيار.
وأوضح أن الفترة القادمة قد تشهد المزيد من جرائم الاحتلال، والتي يدرك الشعب الفلسطيني مدى خطورتها على قضيته.
*قوة وإصرار*
و أكد الناشط المقدسي ورئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب، أن قوة وإصرار الشعب الفلسطيني، نابعة من إرادته الحالمة بالحرية وعدالة قضيته وهذا ما أرهق الاحتلال كثيراً.
وأشار أبو عصب إلى أن قبضة الاحتلال ومحاولته تركيع المقدسيين، خلق صورة مغايرة لتوقعاته، حيث أصبح المقدسي أكثر تمسكاً وأشد إيماناً بعدالة قضيته وحتمية النصر.
وأوضح أن الأطفال في مدينة القدس يشكلون عبئاً على الاحتلال، حتى أنهم باتوا يشاركون في أعمال مقاومة عديدة، لتؤكد فشل محاولات ردعهم وإدخال الخوف في نفوسهم وإرهاب ذويهم.
وأوضح أبو عصب أن مشاهد التحدي التي يتم رصدها يومياً على أيدي أطفال القدس، أمر ليس عابر بل تولد عبر القدوة، مستشهداً مثل شعبي فلسطيني يقول “المراجل تعليم”.
ولفت إلى أن هذا ما يحدث في القدس فالشجاعة والجرأة ومظاهر التحدي تتولد بالقدوة بين أطفال المدينة وشبابها وتنتشر كالنار في الهشيم، وهذه الثقافة تجعل المحتل يفكر طويلاً في مستقبله على هذه الأرض مع أجيالاً كهذه.